|
إرَادَةً مِنْهُ لإِعْزَازِ دِينِكَ ، و اسْتِنْصَاراً عَلَى أَهْلِ الْكُفْرِ بِكَ. |
«الإرادة» : هي العزم على الفعل أو الترك بعد تصوّره وتصوّر الغاية المترتّبة عليه من خير أو نفع أو لذّة أو نحو ذلك ، وهي : أخصّ من المشيئة ، لأنّ المشيئة إبتداء العزم على الفعل ، فنسبتها إلى الإرادة نسبة الضعف إلى القوّة ، والظنّ إلى الجزم ، فإنّك ربما شئت شيئاً ولا تريده لمانع عقليّ أو شرعيّ.
وأمّا الإرادة فمتى حصلت صدر الفعل لا محالة ، وقد يطلق كلّ منهما على الاُخرى توّسعاً.
وإنتصابها على المفعول لأجله : أي هاجر لأجل إرادته.
«إعزاز دينك» : أي لتقويته ، من العزة بمعنى الشدّة والقوّة.
قال في المحكم : عززت القوم وأعززتهم وعزّزتهم : قوّيتهم ، وفي التنزيل : «فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ» (١) أي فقوّينا وشدّدنا (٢) إنتهى.
أو لإكرام دينك من عزّ علّي يعزّ عزّاً وعزّة وعزازة : كرم ، وأعززته : أكرمته.
و «الدين» ـ في اللغة ـ : الطاعة ، وفي العرف الشرعي : هو الشريعة الصادرة بواسطة الرسل عليهم السلام ، ولمّا كان إتّباع الشريعة طاعة مخصوصة كان ذلك تخصيصاً من الشارع للعام بأحد مسمّياته ، ولكثره إستعماله صار حقيقة دون سائر المسمّيات ، لأنّه المتبادر إلى الفهم حال إطلاق لفظة الدين.
__________________
١ ـ يس : ١٤.
٢ ـ المحكم في اللغة لإبن سيده : ج ١ ، ص ٣٣.