|
بِقُدْرَتِهِ الَّتِي لا تَعْجِزُ عَنْ شَيْءٍ وَإِنْ عَظُمَ ، وَلاَ يَفُوتُهَا شَيْءٌ وَإِنْ لَطُفَ |
«بقدرته» متعلّق بقوله : «منّ علينا» والقدرة فيها ، قوّة جسمانيّة منبثّة (١) في الأعضاء محرّكة لها نحو الأفعال الإختياريّة.
«والعجز» ما يقابل القدرة بهذا المعنى وهو عدمها عمّا من شأنه أن يقدر ، كما في حقّ الواحد منّا ، إذ لا يقال للجدار مثلاً إنّه عاجز وقدرته تعال تعود إلى إعتبار كون ذاته مصدر الإثارة (٢) ، هذا قول الجمهور.
«والشيىء» بحسب مفهومه اللغوي يقع على كلّ ما يصحّ أن يُعلم ويخبر عنه كائناً ما كان ، على أنّه في الأصل مصدر شاء ، أُطلق على المفعول ، وأكتفى في ذلك بإعتبار تعلّق المشيئة به من حيث العلم أو الإخبار به فقط ، فيتناول الواجب والممكن والممتنع ، وقد يخصّ بالممكن موجوداً كان أو معدوماً كما هنا لقضيّة إختصاص تعلّق القدرة ، به إذ المراد بها التمكّن من الإيجاد والإعدام الخاصّين به.
وذهب القاضي في جمع من الأشاعرة : إلى أنّ الشيىء يختصّ بالموجود ، وأنّ المعدوم لا شيء ولا ذات ولا ماهيّة ، وهو أيضاً مذهب الحكماء على ما نقل عنهم.
قالوا : «الشيىء» اسم لما هو حيقيقة الشيئيّة ، ولا يقع على المعدوم والمحال ، ولا علم بالمحال أصلاً إذ لا شيئيّة له ، ولا هو ممّا يتمثّل في ذهن أو يتصوّر في وهم ، وإنّما المعلوم المتصوّر المتمثّل في الذهن عنوان المفهوم من لفظه ، وهو ممكن ما من الممكنات ليس في إزائه حقيقة من الحقائق ، و
__________________
١ ـ منبثة : أي منتشرة.
٢ ـ الإثارة : القدرة.