شيء من الأشياء أبداً ، وإلى الأوّل ذهب المعتزلة وجماعة من الأشاعرة.
قال الزمخشري والنيسابوري : الشيىء : أعمّ العام ، كما أنّ الله أخص الخاصّ يجري على الجوهر والعرض ، والقديم والحادث ، بل على المعدوم والمحال (١).
وهذا العام مخصوص بدليل العقل ، فمن الأشياء ، ما لا تتعلّق القدرة به كالمستحيل والواجب وجوده لذاته (٢).
وقال القطب العلّامة (٣) : كلّ من قال : بأنّ الوجود ، عين الماهيّة مثل الأشعري وأتباعه ، قال : بأنّ المعدوم ليس بشيىء لإنتفاء الماهيّة عند العدم ، ومن قال : بأنّ الوجود غيرها ، فهم قد اختلفوا في ذلك ، والنزاع انّما هو في المعدوم الممكن ، لا في المعدوم الممتنع فانّه ليس بشيىء عند الفريقين (٤) ، إنتهى.
وهذا لا يرد على ما صرّح به الزمخشري والنيسابوري لأنّ كلامهما بحسب مفهومه لغة ، وما ذكره من النزاع إنّما هو في الشيئيّة بمعنى التحقّق منفكّاً عن صفة الوجود ، لا في إطلاق لفظ الشيىء على مفهومه فإنّه بحث
__________________
١ ـ الكشاف : ج ١ ، ص ٨٧ ـ٨٨.
٢ ـ تفسير النيسابوري : ج ١ ، ص ٦٢.
٣ ـ هو قطب الدين محمود بن مسعود بن مصلح الشيرازي الشافعي الملقب بالعلّامة تلميذ الخواجه نصير الدين الطوسي. قيل : كان وحيد عصره في المعقول وكان في غاية الذكاء ، وله تلاميذ كثيرة وتصانيف شهيرة منها : شروحه على القسم الثالث من المفتاح ، وعلى المختصر الحاجي ، وعلى كليات ابن سيناء ، توفي بتبريز ٧١٠ هجرّية. الكنى والالقاب : ج ٣ ، ص ٥٩.
٤ ـ لا يوجد لدينا كتابه.