|
وَأَقْصَى الأَدْنَيْنَ عَلَى جُحُودِهِمْ ، وَقَرَّبَ الأَقْصَيْن عَلَى اسْتِجَابَتِهِمْ لَكَ ، |
«أقصاه» أبعده من قصا الشييء قصواً من باب ـ قعد ـ : إذا بعد.
و «الأدنين والأقصين» بفتح ما قبل ، علّامة الجمع فيهما.
«الأقارب والأباعد» جمع أدنىٰ وأقصىٰ ، وأصلهما ، الأدنيين والأقصيين ، تحركت ياؤهما المنقلبتان عن واو في الأصل ، لأنهما من الدنوّ والقصوّ ، وانفتح ما قبلهما فقلّبتا ألفين ، ثم حذفتا لإلتقاء الساكنين وبقيت الفتحة قبلهما دليلاً عليهما ، وهذا الحكم جار في كلّ مقصور يجمع هذا الجمع فتحذف ألفه دون الفتحة التي قبله لتدلّ عليها. وفي التنزيل : «وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ» (١) ، «وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ» (٢).
و «جحده جحداً وجحوداً» أنكره مع علمه.
و «استجاب له إستجابة» إذا دعاه إلى شييء فأطاع.
و «على» في الفقرتين : للتعليل : أي لجحودهم ، ولإستجابتهم كقوله تعالى : «لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ» (٣) أي لهدايته إيّاكم.
واعلم : أنّ الجحود على نوعين.
أحدهما : جحود تشبيه ، إذا المشبّهون الله سبحانه بخلقه ، وإن إختلفوا في كيفيّة التشبيه بأسرهم جاحدون له في الحقيقة ، وذلك أنّ المعنى الذي يتصوّرونه ويثبتونه إلٰهاً ليس هو نفس الإلٰه ، مع أنّهم ينفون ما سوى ذلك فكانوا نافين للالٰه الحق في المعنى وجاحدين له.
__________________
١ ـ آل عمران : ١٣٩.
٢ ـ ص : ٤٧.
٣ ـ الحج : ٣٧.