والثاني : جحود من لم يثبت صانعاً ، وكلا الفريقين جاحد له من وجه ومثبت له من وجه ، أما المشبّهون فمثبتون له صريحاً ، جاحدون له لزوماً ، وأما الآخرون فبالعكس ، إذ كانوا جاحدين له صريحاً من الجهة التي يثبته العقلاء بها ومقرّون به إلتزاماً واضطراراً ، فإنّ كلّ أحد إذا وقع في محنة ، واضطرّ في ضيق ، فزع من دون إختيار إلى ربّه وتضرّع إليه في النجاة والخلاص ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : «وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا» (١).
* * *
__________________
١ ـ الإسراء : ٦٧.