لـ «منّ» والمعنى : منَّ علينا بمحمّد صلى الله عليه واله بين يدي الأُمم الماضية : أي في مستقبلها.
وفي القاموس : إنّها بمعنى أمام ووراء وفوق فهو «ضدٌ» (١).
وعلى هذا فلا حاجة إلى دعوى الإستعارة ، وكما يصحّ جعلها هنا بمعنى أمام يصحّ جعلها بمعنى وراء أيضاً وهو واضح.
و «الأُمم» جمع أمّة وهي الجماعة ، وأصلها : القصد ، من أمّه يأمّه أمّاً : إذا قصده ، كأنّهم قصدوا أمراً واحداً وجهة واحدة ، وتأتي لمعان : الجماعة مطلقاً ، وجماعة اُرسل إليهم رسول ، ويقال لكل جيل من الناس والحيوان : أُمّة ، ومنه : لو لا أنّ الكلاب أمّة تسبّح لأمرت بقتلها (٢).
ومنه : إنّ إبراهيم عليه السلام كان أُمّة واحدة كما في قوله تعالى : «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً» (٣) وبمعنى حين ، ومنه : «وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ» (٤).
وقوم الرجل : خلق الله ، وأُمّة النبي نوعان :
أُمّة الإجابة : وهم الذين أجابوا دعوته ، وصدّقوا نبوّته ، وآمنوا بما جاء به ، وهٰؤلاء هم الذين جاء مدحهم بالكتاب والسنّة : كقوله تعالى : «جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا» (٥) ، «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ» (٦) وكقوله صلى الله عليه واله : «شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي» (٧).
__________________
١ ـ القاموس المحيط : ج ٤ ، ص ٢٢٣.
٢ ـ النهاية لإبن الأثير : ج ١ ، ص ٦٨.
٣ ـ النحل : ١٢٠.
٤ ـ يوسف : ٤٥.
٥ ـ البقرة : ١٤٣.
٦ ـ آل عمران : ١١٠.
٧ ـ سنن أبي داود : ج ٤ ، ص ٢٣٦.