وجل في حديثه وخبره ، ووعده ووعيده ، فلا إله إلا هو ، ولا رب سواه ؛ إذ كلامه تعالى عن علم محيط بسائر الكائنات ، كما قال : (لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى) [طه ٢٠ / ٥٢].
فقه الحياة أو الأحكام :
تضمنت الآيات آدابا وأحكاما مهمة هي :
١ ـ إباحة الشفاعة الحسنة ، أي الموصلة إلى الحق ، غير المقترنة بالرشوة ، وتحريم الشفاعة السيئة ، أي التي فيها التعاون على الباطل أو الإثم والعدوان ، أو المسقطة لحد من حدود الله ، أو المضيعة لحق من الحقوق ، أو المصحوبة بالرشوة.
والحسنة فيما استحسنه الشرع ورضيه أي في البر والطاعة ، والسيئة فيما كرهه الشرع أو حرمه أي في المعاصي.
٢ ـ الترغيب في التحية والسلام على من عرفت ومن لم تعرف ، وعن النخعي : «السلام سنة ، والرد فريضة» وكلما كان الرد أفضل كان الثواب أكثر ، فالسلام وحده من المسلّم والمجيب له من الأجر عشر حسنات ، وضم الرحمة إليه : له عشرون حسنة ، وضم : «وبركاته» له ثلاثون حسنة كما روى النسائي عن عمران بن حصين. وعن ابن عباس : «الرد واجب ، وما من رجل يمر على قوم مسلمين ، فيسلم عليهم ولا يردون عليه ، إلا نزع عنهم روح القدس ، وردت عليه الملائكة» وروى ابن جرير عن ابن عباس أيضا عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه ، وإن كان مجوسيا ، فإن الله يقول : (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) [النساء ٤ / ٨٦].
ومن قال لخصمه : السلام عليكم ، فقد أمنه على نفسه.
والسنة أن يسلم القادم ، والراكب ـ لعلو مرتبته ـ على الماشي ، والماشي على