البيت والمركوب والهيئة واللباس ، بدليل ما روى أبو داود والترمذي عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ، ونعله حسنة. فقال صلىاللهعليهوسلم : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر : بطر الحق وغمط الناس (١)».
ثم بيّن الله تعالى أوصاف المختال الفخور بقوله : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ ، وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) أي أنه تعالى يذم الذين يبخلون بأموالهم أن ينفقوها فيما أمرهم الله به من بر الوالدين والإحسان إلى الأقارب واليتامى والمساكين والجيران ونحوهم ، ولا يدفعون حق الله فيها ، ويأمرون الناس بالبخل أيضا ، ويكتمون أفضال الله عليهم ، فالبخيل جحود لنعمة الله ولا تظهر عليه آثارها في مأكل أو ملبس أو إعطاء وبذل ، كما قال تعالى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ، وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ) [العاديات ١٠٠ / ٦ ـ ٧] أي شهيد بحاله وشمائله.
وذم النبي صلىاللهعليهوسلم أيضا البخل فقال : «وأي داء أدوأ من البخل؟» وقال فيما رواه أبو داود والحاكم عن ابن عمرو : «إياكم والشح ، فإنه هلك من كان قبلكم بالبخل ، أمرهم بالبخل فبخلوا ، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا ، وأمرهم بالفجور ففجروا».
ولكل هذه الخصال القبيحة في البخلاء توعدهم الله بالعقوبة بقوله : (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً) أي وهيأنا لهؤلاء بكبرهم وبخلهم وعدم شكرهم عذابا يهينهم ويذلهم ، إنه عذاب جامع بين الألم والذل ، جزاء على فعلهم ، وسماهم الله كفارا إشعارا بأن هذه أخلاق الكفار لا المؤمنين ؛ ولأن الكفر : هو الستر
__________________
(١) بطر الحق : رده استخفافا وترفعا ، وغمط الناس : احتقارهم وازدراؤهم