عَلى مَكانَتِكُمْ إِنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (٩٣) وَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (٩٤) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ (٩٥))
الإعراب :
(مُفْسِدِينَ) حال مؤكدة لمعنى عاملها : (تَعْثَوْا).
(أَنْ نَفْعَلَ) في موضع نصب ، معطوف على (نَتْرُكَ) أي : أن نترك عبادة آبائنا وفعل ما نشاء في أموالنا.
(لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي) فاعل ، والضمير مفعول أول ، والثاني : (أَنْ يُصِيبَكُمْ).
(ضَعِيفاً) حال من كاف (لَنَراكَ) لأنه من رؤية العين ، ولو كان من رؤية القلب لكان مفعولا ثانيا.
(مَنْ يَأْتِيهِ) اسم موصول بمعنى الذي في موضع نصب بتعلمون.
(وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) جاء بالتاء هنا على الأصل ، ولم يعتد بالفصل بالمفعول به بين الفعل والفاعل ، وقد جاء القرآن بالوجهين ، وكأنه جيء بالتاء هاهنا طلبا للمشاكلة ؛ لأن بعدها : كما بعدت ثمود ، وأنث الفعل على لفظ الصيحة ، وذكر في قصة صالح على معنى الصياح.
البلاغة :
(عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) مجاز عقلي ، أسند الإحاطة للزمان الذي هو اليوم ، مع أنه ليس بجسم والعذاب فيه.
(وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا) فيه استعارة تمثيلية كالشيء الذي يلقى وراء الظهر.