كل يوم ، كما قال تعالى : (وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ. النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا ، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ، أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) [غافر ٤٠ / ٤٥ ـ ٤٦].
(وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ) أي وبئس المورد الذي يردونه النار وبئس المدخل المدخول فيه وهو النار ؛ لأن وارد الماء يرده للتبريد وإطفاء حرّ الظمأ ، ووارد النار يزداد احتراقا بلهبها ويتلظى بسعيرها. والورد قد يكون بمعنى الورود مصدرا ، وقد يكون بمعنى الوارد ، والمورود : الماء الذي يورد ، والموضع الذي يورد.
(وَأُتْبِعُوا فِي هذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيامَةِ) أي ألحق الله بهم زيادة على عذاب النار لعنة عظيمة في الدنيا من الأمم الآتية بعدهم ، وكذلك يوم القيامة يلعنهم أهل الموقف جميعا ، وهم من المقبوحين ، فعليهم لعنتان في الدنيا والآخرة فوق عذابهم ، كما قال تعالى : (وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً ، وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) [القصص ٢٨ / ٤٢] قال مجاهد : زيدوا لعنة يوم القيامة ، فتلك لعنتان.
(بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ) أي بئس العون المعان والعطاء المعطى هذه اللعنة اللاحقة بهم في الدنيا والآخرة ، فقد سميت اللعنات رفدا تهكما بهم ، والرفد : هو العطية. قال ابن عباس عن هذه الجملة : هو اللعنة بعد اللعنة.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات المذكورة من قصة موسى مع فرعون وقومه إلى العظات التالية :
١ ـ تتابعت آيات الله من التوراة وما فيها من شرائع وأحكام ، ومن المعجزات الدالة على وحدانية الله تعالى ، إلى فرعون وقومه ، فما أفادتهم الآيات ، وعصوها ، واتبعوا منهج فرعون ومسلكه في الغي والضلال.