١٠ ـ لم يصدقهم يعقوب ، لما ظهر له منهم من قوة التهمة وكثرة الأدلة على خلاف ما قالوه.
وأحسّوا هم بضعف حجتهم حينما قالوا : (وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ) أي ولو كنا عندك من أهل الثقة والصدق ما صدقتنا ، ولا تتهمنا في هذه القضية ؛ لشدة محبتك ليوسف.
١١ ـ دلسوا على أبيهم بالدم المكذوب فيه ، فهو دم ظبية ، كما قال قتادة ، ولما أرادوا أن يجعلوا الدم علامة على صدقهم ، قرن الله بهذه العلامة علامة تعارضها ، وهي سلامة القميص من التمزيق المعتاد عند اعتداء الذئب على إنسان. قال ابن عباس : لما نظر إليه ، قال : كذبتم ؛ لو كان الذئب أكله لخرق القميص.
حكى الماوردي أن في القميص ـ أي في جنسه ـ ثلاث آيات : حين جاؤوا عليه بدم كذب ، وحين قدّ قميصه من دبر ، وحين ألقي على وجه أبيه ، فارتد بصيرا.
١٢ ـ استدل الفقهاء بقصة القميص الملوث بالدم على جواز الاعتماد على الأمارات ، في مسائل فقهية كالقسامة وغيرها ، وأجمعوا على أن يعقوب عليهالسلام استدل على كذبهم بصحة القميص وسلامته من التخرق. وهكذا على الناظر ملاحظة الأمارات والعلامات ، ويقضي بالراجح منها.
١٣ ـ الاعتصام بالصبر ، والاستعانة بالله ، على التزوير والظلم والكذب والمصيبة وفي المحنة والشدة ، فذلك مؤذن بالفرج بعد الكرب ، وباليسر بعد العسر ، وهو دليل الإيمان بأن لهذا لكون ربا يفعل فيه ما يشاء.
١٤ ـ الصبر الجميل : هو الذي لا شكوى معه ، وهو أن يعرف أن منزل البلاء