الإعراب :
(لِلرُّءْيا) اللام زائدة للبيان أو لتقوية العامل ، كما في آية : (لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) [الأعراف ٧ / ١٥٤] لأنها تزاد في المفعول به إذا تقدم على الفعل ، وقد جاء أيضا زيادتها معه ، وليس بمتقدم ، مثل قوله تعالى : (عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ) [النمل ٢٧ / ٧٢] لكن زيادتها مع التقديم أحسن. (دَأَباً) منصوب على المصدر ، وقرئ بسكون الهمزة وفتحها.
البلاغة :
(إِنِّي أَرى سَبْعَ بَقَراتٍ) استعمل صيغة المضارع لحكاية الحال الماضية بين كل من (سِمانٍ .. وعِجافٌ وخُضْرٍ ..) و (يابِساتٍ) طباق.
(أَضْغاثُ أَحْلامٍ) شبه اختلاط الأحلام المشتملة على المحبوب والمكروه ، والسّار والمحزن باختلاط الحشيش المجموع من أصناف متنوعة.
(يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ) براعة استهلال تتضمن الاستعطاف بالثناء للوصول إلى الجواب.
(يَأْكُلْنَ ما قَدَّمْتُمْ لَهُنَ) مجاز عقلي من قبيل الإسناد إلى الزمان والمراد به الناس ؛ لأن السنين لا تأكل ، وإنما يأكل الناس ما ادخروه فيها.
لمفردات اللغوية :
(وَقالَ الْمَلِكُ) ملك مصر وهو الريان بن الوليد (إِنِّي أَرى) أي رأيت (سِمانٍ) جمع سمينة (يَأْكُلُهُنَ) يبتلعهن (عِجافٌ) سبع من البقر هزيلة ضعيفة ، جمع عجفاء (وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ) جمع سنبلة وهي التي تحمل الحب الذي انعقد ، واليابسات : ما آن حصاده (الْمَلَأُ) أشراف القوم (تَعْبُرُونَ) تفسرون ببيان المعنى المراد (أَفْتُونِي فِي رُءْيايَ) بينوا لي تعبيرها ، وهو الانتقال من الصور الخيالية إلى الواقع الحسي المشاهد.
(أَضْغاثُ) أخلاط ، واحدها ضغث : وهو حزمة النبات أو مجموعة الحشيش فاستعير للرؤيا الكاذبة (أَحْلامٍ) جمع حلم بضم اللام وتسكينها : ما يرى في النوم ، وهو قد يكون واضح المعنى كأفكار اليقظة ، وقد يكون غامضا مضطربا يشبه مجموعة الحزم والحشائش التي لا تناسب بينها. وإنما جمعوا الأحلام للمبالغة في وصف الحلم بالبطلان والكذب والزيف (وَما نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعالِمِينَ) يريدون بالأحلام المنامات الباطلة خاصة ، أي ليس لها تأويل عندنا ، وإنما التأويل للمنامات الصادقة ، وهو مقدمة ثانية للاعتذار بالجهل بتأويله.