الإعراب :
(أَفَمَنْ كانَ) : (فَمَنْ) : مبتدأ ، والهمزة للإنكار ، والخبر محذوف تقديره : أفمن كان على بيّنة من ربّه كمن كان يريد الحياة الدّنيا ، والهاء في (يَتْلُوهُ) للقرآن ، والشاهد : الإنجيل. والهاء في (مِنْهُ) عائد لله تعالى ، والهاء في (قَبْلِهِ) للإنجيل.
و (كِتابُ مُوسى) معطوف مرفوع على قوله : (شاهِدٌ) ففصل بين حرف العطف والمعطوف بالظرف ، وهو قوله تعالى : (مِنْ قَبْلِهِ) وتقديره : ويتلوه كتاب موسى من قبله.
(إِماماً وَرَحْمَةً) نصب على الحال من (كِتابُ مُوسى).
(فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) مبتدأ وخبر ، والجملة خبر (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ).
المفردات اللغوية :
(بَيِّنَةٍ) حجة وبيان وبرهان من الله يدلّه على الحقّ والصّواب فيما يأتيه ويذره ، والبيّنة : هي القرآن ، وهو حكم يعمّ كلّ مؤمن مخلص ، وقيل : المراد به النّبيصلىاللهعليهوسلم ، أو المؤمنون ، وقيل : مؤمنو أهل الكتاب. (وَيَتْلُوهُ) يتبعه. (شاهِدٌ) له بصدقه. (مِنْهُ) أي من الله ، و «الشاهد» : الإنجيل ، وقيل : جبريل ، وقيل : القرآن ، وقيل : النّبي صلىاللهعليهوسلم. (وَمِنْ قَبْلِهِ) أي الإنجيل ، وقيل : القرآن. (كِتابُ مُوسى) التّوراة شاهد له أيضا. (إِماماً) كتابا مؤتّما به في الدّين. (أُولئِكَ) أي من كان على بيّنة ، ويراد بكلمة (فَمَنْ) المعنى الجماعي. (يُؤْمِنُونَ بِهِ) أي بالقرآن ، فلهم الجنة.
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ) أهل مكة وجميع الكفار الذين تحزّبوا معهم على رسول الله صلىاللهعليهوسلم. (فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) يردها لا محالة ، أي مكان الوعد وهي النّار يردها. (فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ) في شكّ من الموعد المذكور ، أو القرآن. (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) أهل مكة وأمثالهم. (لا يُؤْمِنُونَ) لقلّة نظرهم واختلال فكرهم.
المناسبة :
تعلّق الآية بما قبلها واضح ، فبعد أن ذكر الله تعالى من كان يريد الدّنيا وزينتها ولا يهتم بالآخرة وأعمالها ، أعقبه بذكر من كان يريد الآخرة ويعمل لها ، ومعه شاهد يدلّ على صدقه وهو القرآن.