الإعراب :
(أَنْ لا تَعْبُدُوا) بدل من (إِنِّي لَكُمْ) أو مفعول (مُبِينٌ) ويجوز أن تكون (أَنْ) مفسرة متعلقة بأرسلنا أو بنذير.
(ما نَراكَ) الكاف : مفعول أول. (الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا) فاعل (اتَّبَعَكَ) ، و (اتَّبَعَكَ) وفاعله : مفعول ثان لنراك إذا كان من رؤية القلب ، وفي موضع الحال إذا كان من رؤية العين.
(بادِيَ الرَّأْيِ) منصوب على الظرف ، أو في بادي الرأي ، والعامل فيه : (نَراكَ) أي ما قبل إلا ؛ لأنه يتوسع في الظروف ما لا يتوسع في غيرها. و (بادِيَ) بغير همز : اسم فاعل من بدا يبدو : إذا ظهر ، أي : ظاهر الرأي ، وقرئ بالهمز : من بدأ يبدأ ، أي أول الرأي.
(أَنُلْزِمُكُمُوها) أنلزم : يتعدى إلى مفعولين ، الأول : الكاف والميم ، والثاني : الهاء والألف ، وأثبت الواو في : (أَنُلْزِمُكُمُوها) ، ردا إلى الأصل ؛ لأن الضمائر ترد الأشياء إلى أصولها ، كقولك : المال لك وله. وحيث اجتمع ضميران وليس أحدهما مرفوعا ، وقدم الأعرف منهما ، جاز في الثاني الفصل والوصل.
(وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ) جملة اسمية في موضع الحال ، و (لَها) : في موضع نصب لأنه يتعلق بكارهون.
(تَزْدَرِي) تقديره : تزدريهم ، فحذف المفعول من الصلة وهو العائد ، مثل : (أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً) [الفرقان ٢٥ / ٤١] أي بعثه الله. وأصله : تزتري على وزن تفتعل ، ثم أبدل من التاء دالا لقرب مخرجهما.
البلاغة :
(فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ) شبّه من لا يهتدي بالحجة لخفائها عليه بمن سلك الصحراء لا يعرف طرقها على سبيل الاستعارة التمثيلية.
(أَفَلا تَذَكَّرُونَ) استفهام للإنكار والتقريع.
المفردات اللغوية :
(إِنِّي لَكُمْ) أي بأني لكم. (نَذِيرٌ مُبِينٌ) بيّن الإنذار ، أبيّن لكم موجبات العذاب ووجه الخلاص. (أَنْ لا تَعْبُدُوا) أي بألا تعبدوا. (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ) إن عبدتم غيره (عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ) مؤلم في الدنيا والآخرة ، وهو في الحقيقة صفة المعذّب ، لكن يوصف به العذاب وزمانه على طريقة : جدّ جده ، ونهاره صائم للمبالغة.