الإعراب :
(سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ) عبادة : مصدر إما مضاف إلى الفاعل ، أي سيكفر المشركون بعبادتهم الأصنام ، كقوله تعالى : (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) [الأنعام ٦ / ٢٣] وإما مضاف إلى المفعول ، أي ستكفر الأصنام بعبادة المشركين.
(يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً يَوْمَ) منصوب على الظرف ، وعامله إما : (لا يَمْلِكُونَ) وإما (نَعُدُّ). و (وَفْداً) حال ، أي وافدين ، ووفد : واحدهم وافد كصحب وصاحب ، وركب وراكب ، وهو اسم جمع وليس بتكسير.
(إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً مَنِ) إما مرفوع على البدل من واو (يَمْلِكُونَ) وإما منصوب على الاستثناء المنقطع.
البلاغة :
(يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً .. وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً) : بين المتقين الأبرار والمجرمين الأشرار مقابلة.
(وَفْداً وِرْداً) : جناس غير تام ، لتغير الحرف الثاني.
المفردات اللغوية :
(وَاتَّخَذُوا) أي كفار مكة (مِنْ دُونِ اللهِ) الأوثان (آلِهَةً) يعبدونهم (عِزًّا) منعة وقوة ، أي ليتعززوا بهم حيث يجعلونهم شفعاء عند الله بألا يعذبوا (كَلَّا) ردع وإنكار لتعززهم بالأصنام (سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ) سيجحد الآلهة عبادتهم ، ويقولون : ما عبدتمونا ، أي ينفون عبادتهم ، كما في آية أخرى : (ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ) [القصص ٢٨ / ٦٣] (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا) [البقرة ٢ / ١٦٦]. (ضِدًّا) أعداء وأعوانا عليهم.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ) سلطانهم عليهم ، أو قيضنا لهم قرناء (تَؤُزُّهُمْ) تهيجهم إلى المعاصي وتغريهم بالتسويلات وتحبيب الشهوات. والأزّ والهز والاستفزاز : شدة الإزعاج والإغراء على المعاصي. والمراد : تعجيب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من أقاويل الكفر وتماديهم في الغي ، وتصميمهم على الكفر بعد وضوح الحق ، على ما نطقت به الآيات المتقدمة.
(فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ) لا تطلب العجلة بهلاكهم أو تعذيبهم (إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) أيام آجالهم عدا. والمعنى : لا تعجل بهلاكهم فإنه لم يبق لهم إلا أيام محصورة وأنفاس معدودة. (نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ)