لتشقى ، ولام (لِتَشْقى) لام النفي ، أو لام الجحود. و (تَذْكِرَةً) منصوب على الاستثناء المنقطع.
(تَنْزِيلاً) منصوب على المصدر. (الرَّحْمنُ) مبتدأ ، أو مرفوع على المدح أي هو الرحمن. و (عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) خبران للمبتدأ.
(يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) أي وأخفى من السر ، كقولهم : الله أكبر ، أي أكبر من كل شيء.
(اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ... اللهُ) مبتدأ مرفوع ، أو بدل من ضمير (يَعْلَمُ) وخبر المبتدأ : جملة : (لَهُ الْأَسْماءُ).
البلاغة :
(مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ) التفات من ضمير التكلم إلى الغيبة ، تفننا في الكلام ، وتفخيما للمنزل من وجهين : إسناد إنزاله إلى ضمير الواحد العظيم الشأن ، والتنبيه على أنه واجب الإيمان به.
المفردات اللغوية :
(طه) هذه الحروف المقطعة نزلت للتنبيه والتحدي بإعجاز القرآن البياني ، ما دام مركبا من الحروف التي تتكون منها لغة العرب نفسها. أو هو اسم من أسماء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو معناه : يا رجل ، كما روي عن ابن عباس وكبار جماعة التابعين.
(ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) يا محمد (لِتَشْقى) لتتعب بما فعلت بعد نزوله من طول قيامك بصلاة الليل ، أي خفف عن نفسك. (إِلَّا تَذْكِرَةً) لكن أنزلناه للتذكير والعظة لمن يخشى؟ لمن يخاف الله. (الْعُلى) جمع عليا ، مؤنث الأعلى ، كالكبرى مؤنث الأكبر.
(الْعَرْشِ) في اللغة : سرير الملك ، وهو هنا كناية عن الملك ، أو هو مخلوق الله أعلم به ، وهذا هو الأصح. (اسْتَوى) استولى عليه ، بدليل قول الشاعر :
استوى بشر على العراق |
|
من غير سيف ودم مهراق |
والأصح أن الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والسؤال عنه بدعة ، والإيمان به واجب ، كما قال الإمام مالك ، فهو استواء يليق بجلال الله تعالى. (وَما بَيْنَهُما) من المخلوقات. (وَما تَحْتَ الثَّرى) التراب الندي ، وهنا يراد مطلق التراب ، والمراد : الأرضون السبع ؛ لأنها تحت التراب. (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ) في ذكر أو دعاء ، فالله غني عن الجهر به. (وَأَخْفى) من السر ، وهو حديث النفس والخاطر الذي يدور في الذهن ، دون التفوه به ، فلا تجهد نفسك بالجهر. (لَهُ الْأَسْماءُ) الصفات والأسماء التسعة والتسعون الوارد بها الحديث. والحسنى : مؤنث الأحسن. والذي