فضلت به أسماؤه في الحسن على سائر الأسماء : دلالتها على معاني التقديس والتمجيد والتعظيم والربوبية والأفعال التي هي النهاية في الحسن ، كما قال الزمخشري.
سبب النزول :
قال مقاتل : قال أبو جهل ، والوليد بن المغيرة ، والنضر بن الحارث ، ومطعم بن عدي للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنك لتشقى حيث تركت دين آبائك ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «بل بعثت رحمة للعالمين»
قالوا : بل أنت تشقى ، فأنزل الله الآية ردا عليهم ، وتعريفا لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بأن دين الإسلام هو سبب كل سعادة ، وما فيه المشركون هو الشقاء بعينه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان أول ما أنزل الله عليه الوحي يقوم على صدور قديمه إذا صلى ، فأنزل الله : (طه ، ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى).
التفسير والبيان :
(طه) هذه الحروف المقطعة التي يبتدأ بها في أوائل السورة لتنبيه المخاطب إلى ما يلقى بعدها ، ولتحدي العرب بالإتيان بمثل القرآن ، ما دام مركبا من حروف اللغة التي ينطقون بها ويكتبون. وقيل : هو اسم للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومعناه : طأ الأرض يا محمد ، قال ابن الأنباري : وذلك أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يتحمل مشقة الصلاة ، حتى كادت قدماه تتورمان ، ويحتاج إلى التروح ، فقيل له : طأ الأرض ، أي لا تتعب نفسك في الصلاة جدا ، حتى تحتاج إلى المراوحة بين قدميك.
(ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى ، إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) أي لم ننزل القرآن عليك لتتعب نفسك بسبب تأسفك عليهم وعلى كفرهم ، وفرط تحسرك على أن يؤمنوا ، فإن إيمانهم ليس إليك ، بل أنزلناه لتبلغ وتذكر ، فحسبك التبليغ