الشَّجَرَةِ : أَنْ يا مُوسى : إِنِّي أَنَا اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) [القصص ٢٨ / ٣٠]. وقال هاهنا : (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) أي نودي : يا موسى ، إن الذي يكلمك ويخاطبك هو ربك ، فاخلع حذاءك ؛ لأن ذلك أبلغ في التواضع ، وأقرب إلى التشريف والتكريم ، وحسن التأدب ، إنك بالوادي المطهر المسمى (طُوىً) من أرض سيناء.
(وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى) أي وأنا الله الذي اخترتك للرسالة والنبوة ، فاستمع سماع قبول واستعداد ووعي لما ينزل عليك من الوحي ، كما قال تعالى : (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي) [الأعراف ٧ / ١٤٤] أي على جميع الناس الموجودين في زمانك.
ثم ذكر الموحى به فقال تعالى :
(إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا ، فَاعْبُدْنِي ، وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) أي إن الذي يناديك هو الله ، وهو تأكيد لما سبق ، وهذا أول واجب على المكلفين أن يعلموا أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له. ووحدني وقم بعبادتي من غير شريك ؛ لأن اختصاص الألوهية به سبحانه موجب لتخصيصه بالعبادة ، والمعنى : أنا الإله الحق الواحد ، المستحق للعبادة دون سواي.
وأد الصلاة المفروضة على النحو الذي آمرك به ، مستكملة الأركان والشروط لتذكرني فيها وتدعوني دعاء خالصا إلي. وخص الصلاة بالذكر ، لكونها أشرف طاعة وأفضل عبادة. أو المعنى : أقم الصلاة عند تذكرك بالواجب وذكرك لي ؛ لما رواه الإمام أحمد عن أنس عن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها ، فليصلها إذا ذكرها ، فإن الله تعالى قال : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)» وفي الصحيحين عن أنس أيضا قال : قال رسولاللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : «من نام عن صلاة أو نسيها ، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها ، لا كفارة لها إلا ذلك».
وأخرج الترمذي وابن ماجه وغيرهما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله