غيرنا ، في اصطفائك لنا ، وإعطائك إيانا النبوة ، وبعثتك لنا إلى عدوك فرعون الطاغية الجبار الذي ادعى الألوهية ، فنمتثل أمرك ، ولك الحمد على ذلك.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ إن إخراج موسى عليهالسلام يده من جيبه أو جناحه بيضاء لامعة تضيء كضوء الشمس والقمر وأشد ضوءا : هي المعجزة الثانية بعد معجزة العصا.
٢ ـ أرسل الله موسى رسولا إلى فرعون الطاغية الذي ادعى الألوهية ، وآزرته فئته الباغية في ذلك الادعاء ، وأيد الله موسى بالعصا واليد ، وأراه ما يدل على أنه رسول.
٣ ـ دعا موسى ربه ، والدعاء نوع من العبادة ، لتيسير القيام بمهمته وتحقيقه أحسن الغايات ، وقد أجابه ربه لكل ما طلب لقوله تعالى : (قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) ، فشرح صدره وأزال عنه الضيق والغم ، ويسر أمره وقواه ، وانحل أكثر العقد من لسانه ، وإن بقي منها شيء قليل ، لقوله تعالى حكاية عن فرعون : (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ) [الزخرف ٤٣ / ٥٢] وجعل له أخاه هارون نبيا ليعاونه في أداء الرسالة ، والتعاون ضروري لإنجاح المقصود ، وآزره وأحكم قوته به ، وشاركه في مهمته ، وكانا كثيرا ما يسبحان الله وينزهانه عما لا يليق به من نقص كادعاء ولد أو شريك معه ، ويذكرانه وحده لا شريك له ، عملا بما دعا به موسى عليهالسلام.
٤ ـ إن الله تعالى عالم بخفيات الأمور ، عالم بموسى وأخيه وبأحوال فرعون وغير ذلك ، مدرك ما تعرض له موسى في الصغر ، فأحسن إليه ، ونصره على فرعون وملئه.