٣ ـ (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي) أي وأطلق لساني بالنطق ، وأزل ما فيه من العقدة والعي ليفهموا قولي وكلامي بتبليغ الرسالة. وقد كان في لسانه رتة (حبسة) أو لثغة حين عرض عليه وهو صغير التمرة والجمرة ، فأخذ الجمرة فوضعها على لسانه ، فكان فيه لكنة ، وذلك حين نتف شعرة من ذقن فرعون وهو صغير ، فغضب ، وتوجس منه شرا ، فقالت امرأته : إنه صغير لا يدري شيئا ، فأتت له بجمرة وبلحة ، فوضع الجمرة على لسانه.
وروي أن الحسين رضياللهعنه كان في لسانه رتة ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن هذه ورثها من عمه موسى».
٤ ـ (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي) أي واجعل لي عونا ومساعدا لي في بعض أموري ، من أهل بيتي هارون أخي ، اجعله رسولا ، ليتحمل معي أعباء الرسالة. ودعم الأنبياء تقتضيه حاجة نشر الدين ، لذا قال عيسى عليهالسلام : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ ، قالَ الْحَوارِيُّونَ : نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) [آل عمران ٣ / ٥٢].
٥ ـ ٦ : (اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) أي يا رب أحكم به قوتي ، واجعله شريكي في أمر الرسالة ، حتى نؤدي المطلوب على الوجه الأكمل ونحقق أفضل الغايات. والحاصل أنه شفع له كي يكون نبيا مثله ليعينه ، ويشد به أزره (قوته) ويجعله ناصرا له ؛ لأنه لا اعتماد على القرابة.
٧ ـ ٨ : (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً) أي لكي نزهك كثيرا عما لا يليق بك من الصفات والأفعال ، ونذكرك كثيرا وحدك دون أن نشرك معك غيرك. قال مجاهد : لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا.
(إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً) أي إنك يا رب كنت عليما بأحوالنا وأحوال