فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ بدأت استعدادات فرعون في جمع السحرة ، وإعداد الحيل كما هي عادة التهيؤ للمبارزة ، قال ابن عباس : كانوا اثنين وسبعين ساحرا ، مع كل ساحر منهم حبال وعصي.
٢ ـ لما أتى فرعون وسحرته في الموعد المعين قال موسى لفرعون والسحرة : الهلاك والعذاب لمن اختلق الكذب على الله ، وأشرك به ، ووصف المعجزات بأنها سحر ، فيستأصلكم الله بعذاب شديد من عنده ، وقد خسر وهلك ، وخاب من الرحمة والثواب من ادعى على الله ما لم يأذن به. وهذا شعار الأنبياء ، وهو الصدق في الدعوة ، وانتهاز الفرص المناسبة لإعلان دعوتهم.
٣ ـ تشاور السحرة سرا فيما بينهم ، وقالوا : إن كان ما جاء به سحرا ، فسنغلبه ، وإن كان من عند الله فسيكون له أمر. وهذا حق وصدق لا شيء فيه.
٤ ـ ثم أعلنوا قرارهم بأن موسى وأخاه هارون ساحران عظيمان ، يريدان إخراج الناس من مصر بسحرهما ، وإفساد دينهم ، وإزالة مذهبهم الحسن ، كما قال فرعون عن موسى : (إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ ، أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ) [غافر ٤٠ / ٢٦]. وهذا كله من دعاية فرعون وتحريضه.
٥ ـ ثم حرضوا بعضهم قائلين : اعزموا وجدوا في تجميع أنواع الكيد والحيلة ، وأقصى فنون السحر ، وأحكموا أمركم ، وقفوا صفا واحدا ، ليكون أشد لهيبتكم ، وألقوا ما في أيديكم مرة واحدة ، لتبهروا الأبصار ، وتغلبوا موسى وأخاه ، وقد فاز اليوم من غلب. وهذا شأن كل من الفريقين المتبارزين ، يحرص كل منهما على الفوز والانتصار ، ويتأثران بالتأييد الشعبي وبحماس المتفرجين واللاعبين أنفسهم ، كما هو معروف.