(مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ) عن الذكر الذي هو القرآن الجامع لأسباب السعادة والنجاة ، فلم يؤمن به. (وِزْراً) حملا ثقيلا من الإثم ، والمراد به : العقوبة الشديدة التي تثقل صاحبها. (خالِدِينَ فِيهِ) في عذاب الوزر. (وَساءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ حِمْلاً) أي ساء أو بئس وزرهم ، واللام للبيان ، كما في (هَيْتَ لَكَ).
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) يوم ينفخ في القرن النفخة الثانية. (وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ) نجمع الكافرين. (زُرْقاً) أي زرق الأبدان والعيون ، مع سواد وجوههم ، لاشتماله على الشدائد والأهوال. (يَتَخافَتُونَ بَيْنَهُمْ) أي يتسارون ويخفضون أصواتهم ، لشدة الرعب والهول. (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْراً) أي ما لبثتم في الدنيا إلا عشرا من الليالي بأيامها ، يستقصرون مدة لبثهم فيها لزوالها.
(نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ) في ذلك أي في مدة لبثهم. (أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً) أعدلهم رأيا أو عملا. (إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْماً) أي يستقلون لبثهم في الدنيا جدا ، لما يشاهدونه من أهوال الآخرة. وحكاية اختلافهم في مدة اللبث : (عَشْراً) أو (يَوْماً) أو (ساعة) ليس على سبيل الحقيقة أو الشك في التعيين ، بل المراد تقرير سرعة زواله.
المناسبة :
بعد بيان قصص موسى والسامري ، أبان الله تعالى لنبيه إيناسا له أن إعلامك بأخبار الأمم الماضية وأحوالهم كعاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة ، هو زيادة في معجزاتك ، وحث على الاعتبار والاتعاظ من قبل المكلفين في الدين.
وناسب بعده أن يذكر جزاء المعرضين عن أحكام القرآن ، ذلك الجزاء الرهيب الذي تشيب منه الولدان.
التفسير والبيان :
(كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ) أي كما قصصنا عليك أيها الرسول خبر موسى مع فرعون وجنوده وخبره مع بني إسرائيل في الحقيقة والواقع ، كذلك نقص عليك أخبار الحوادث التي جرت مع الأمم الماضية ، كما وقعت من