والظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، والخيبة كل الخيبة من لقي الله ، وهو به مشرك ، فإن الله تعالى يقول : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان ٣١ / ١٣]».
وبعد ذكر الظالمين ووعيدهم ثنى بالمتقين وحكمهم ، فقال : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) أي ومن يعمل الأعمال الصالحة (أي الفرائض) مقرونا عمله بالإيمان بربه ورسله وكتبه واليوم الآخر ، فلا يظلم ولا يهضم حقه ، أي لا يزاد في سيئاته بأن يعاقب بغير ذنب ، ولا ينقص من ثواب حسناته.
فقه الحياة أو الأحكام :
يفهم من الآيات ما يأتي :
١ ـ تتبدد الجبال يوم القيامة بأمر الله تعالى ، فتقلع قلعا من أصولها ، ثم تصير كالصوف المنفوش تطيرها الرياح هكذا وهكذا ، ويذر مواضعها أرضا ملساء بلا نبات ولا بناء ، لا ترى في الأرض يومئذ واديا ولا رابية ولا مكانا منخفضا ولا مرتفعا ، وعليه فإنه تعالى وصف الأرض بصفات ثلاث : كونها قاعا أي مستوية ملساء ، وصفصفا أي لا نبات عليها ، ولا عوج فيها ولا أمتا ، أي لا منخفض ولا مرتفع.
٢ ـ يسير الناس يوم القيامة وراء قائد المحشر ، ويتبعون إسرافيل عليهالسلام إذا نفخ في الصور ، لا معدل لهم عن دعائه ، لا يزيغون ولا ينحرفون ، بل يسرعون إليه ولا يحيدون عنه.
وتذل الأصوات وتسكن من أجل الرحمن ، فلا تسمع إلا صوتا خفيا ، أو حسا خفيا.
٣ ـ لا تنفع الشفاعة أحدا إلا شفاعة من أذن له الرحمن ، ورضي قوله في الشفاعة.