(مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ مَنْ) استفهامية مبتدأ ، و (أَصْحابُ الصِّراطِ) خبره. ولا يجوز أن تكون (مَنْ) اسما موصولا بمعنى الذي ؛ لأنه ليس في الكلام الذي بعدها عائد يعود إليه ، والجملة في موضع نصب ب (فَسَتَعْلَمُونَ).
البلاغة :
(فَتَرَبَّصُوا) وعيد وتهديد.
(أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً) جناس اشتقاق.
المفردات اللغوية :
(وَقالُوا) أي المشركون. (لَوْ لا) هلا. (يَأْتِينا) محمد (بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ) بمعجزة يقترحونها تدل على صدقه في ادعاء النبوة ، كناقة صالح ، وعصا موسى ، وإبراء عيسى الأكمه والأبرص ، فألزمهم بإتيانه بالقرآن الذي هو أم المعجزات وأعظمها وأتقنها ؛ لأن حقيقة المعجزة : اختصاص مدّعي النبوة بنوع من العلم أو العمل ، على وجه خارق للعادة ، ولا شك أن العلم أصل العمل وأعلى منه قدرا ، وأبقى أثرا ، والقرآن محقق لذلك.
ونبههم أيضا على وجه أبين من وجوه إعجاز القرآن : وهو الإخبار عن الأمم السابقة ، فقال : (أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) من التوراة والإنجيل وسائر الكتب السماوية ، فإن اشتماله على خلاصة ما فيها من العقائد والأحكام الكلية ، مع أن الآتي بها أمي ، لم يرها ولم يتعلم من علمائها ، إعجاز بين ؛ وفيه إشعار بأنه كما يدل على نبوته ، برهان لما تقدمه من الكتب ، من حيث إنه معجز ، وهي ليست كذلك ، بل هي مفتقرة إلى ما يشهد بصحتها.
فقوله : (بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) أي بيان ما اشتملت عليه ، وأخبار الأمم الماضية التي أهلكت بتكذيب الرسل ، في القرآن.
(مِنْ قَبْلِهِ) قبل محمد الرسول. (لَقالُوا) يوم القيامة. (لَوْ لا) هلا. (آياتِكَ) المرسل بها. (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَ) نهان في الدنيا بالقتل والسبي. أو في القيامة. (وَنَخْزى) نفتضح بدخول النار جهنم يوم القيامة.
(قُلْ : كُلٌ) قل لهم : كل واحد منا ومنكم. (مُتَرَبِّصٌ) منتظر ما يؤول إليه الأمر. (فَسَتَعْلَمُونَ) في القيامة. (الصِّراطِ السَّوِيِ) الطريق المستقيم. (وَمَنِ اهْتَدى) من الضلالة ، أنحن أم أنتم؟!