البلاغة :
(كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي) استعارة تمثيلية ، شبه إعراضهم عن الآيات الكونية وعدم النظر فيها ، وبالتالي عدم الإيمان. بمن ألقى غطاء على عينيه ، على سبيل التمثيل.
(أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا) استفهام يراد به التوبيخ والتقريع.
(وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) جناس ناقص أو جناس التصحيف لتعير الشكل وبعض الحروف.
المفردات اللغوية :
(وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ) أبرزناها وأظهرناها لهم (فِي غِطاءٍ) أي غشاوة محيطة بها (عَنْ ذِكْرِي) أي القرآن ، أو الآيات الموصلة إلى ذكري بتوحيدي وتمجيدي وتعظيمي (وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً) أي لا يقدرون استماعا لذكري وكلامي ، بغضا له ، وصمما عن الحق ، فلا يؤمنوا به ؛ إذ لا استطاعة بهم للسمع. (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا) أظنوا ، والاستفهام للإنكار (أَنْ يَتَّخِذُوا عِبادِي) أي الملائكة والمسيح عيسى وعزير (مِنْ دُونِي أَوْلِياءَ) أربابا ، المعنى : أظنوا أن الاتخاذ المذكور لا يغضبني ، ولا أعاقبهم عليه؟ كلا (أَعْتَدْنا) هيأنا (لِلْكافِرِينَ) من هؤلاء وغيرهم (نُزُلاً) ما يقام للنزيل ، أي هي معدة لهم كالمنزل المعد للضيف. وفيه تهكم.
(بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) جمع التمييز وهو : (أَعْمالاً) لتنوع أعمالهم (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ) بطل وضاع عملهم لكفرهم وعجبهم (وَهُمْ يَحْسَبُونَ) يظنون (يُحْسِنُونَ صُنْعاً) عملا يجازون عليه ، لعجبهم بأنفسهم واعتقادهم أنهم على الحق.
(كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ) بالقرآن ، أو بدلائله الدالة فيه على التوحيد والنبوة (وَلِقائِهِ) بالبعث والحساب ، والثواب والعقاب ، أو لقاء عذابه (فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) بطلت بكفرهم ، فلا يثابون عليها (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) أي لا نجعل لهم قدرا ، وإنما نزدريهم.
(ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ) أي الأمر الذي ذكرت من حبوط أعمالهم وغيره ، هو جزاؤهم (هُزُواً) هزؤا ، أي مهزؤا بهما.
المناسبة :
بعد أن ذكر الله تعالى أنه بنفخ الصور يوم القيام ، يقوم الناس من قبورهم ، ثم يجمعون في صعيد واحد للحساب والجزاء ، ذكر أنه حينئذ يظهر