رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ) [آل عمران ٣ / ٣٨] ، فاستجاب الله دعاءه ، وبشرته الملائكة بيحيى ، وقد كان في سن الشيخوخة وامرأته عاقر : (فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى ، مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ ، وَسَيِّداً ، وَحَصُوراً ، وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) [آل عمران ٣ / ٣٩] فتعجب زكريا من البشرى قائلا : (قالَ : رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ ، وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ ، وَامْرَأَتِي عاقِرٌ ، قالَ : كَذلِكَ اللهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) وفي سورة مريم : (قالَ : رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ ، وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً ، وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا. قالَ : كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ : هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ، وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ ، وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) [٨ ـ ٩].
ووالده اسمه (برخيا) ويلاحظ أنه يوجد شخص آخر اسمه (زكريا بن برخيا) له كتاب قانوني عند النصارى ، وكان في زمن (داريوس) قبل زمن المسيح عليهالسلام بما يقرب من ثلاثة قرون(١).
التفسير والبيان :
(كهيعص) تقرأ هكذا : كاف ، ها ، يا ، عاين ، صاد بإدغام نون عاين في الصاد ، ويتعين في الكاف والصاد منها المدّ المطول ست حركات بثلاث ألفات ، ويتعين في الهاء والياء المد الطبيعي حركة واحدة بألف واحدة ، ويجوز في العين المد المطول وقصره بحركتين بمقدار ألفين.
والمراد بهذه الحروف المقطعة التنبيه في أول الكلام على ما يأتي بعدها ، وتحدي العرب بالإتيان بمثل القرآن أو بمثل سورة منه ، ما دام الكلام القرآني مركبا من حروف الهجاء العربية التي يتركب منها الكلام العربي نثرا وخطابة وشعرا. ولا يصح القول بأن هذه الأحرف مبهمات أو تشير إلى أسرار معينة أو أنها
__________________
(١) قصص الأنبياء للأستاذ عبد الوهاب النجار ٣٦٨.