آتي بأربعة شهداء ، فو الله لا آتي بهم ، حتى يقضي حاجته.
قال : فما لبثوا إلا يسيرا حتى جاء هلال بن أمية ، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم ، فجاء من أرضه ، فوجد عند اهله رجلا ، فرأى بعينه ، وسمع بأذنه ، فلم يهجه حتى أصبح ، فغدا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقال له : إني جئت أهلي عشاء ، فوجدت عندها رجلا ، فرأيت بعيني ، وسمعت بأذني ، فكره رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما جاء به واشتد عليه.
واجتمعت الأنصار ، فقالوا : قد ابتلينا بما قال سعد بن عبادة إلا أن يضرب رسول اللهصلىاللهعليهوسلم هلال بن أمية ، ويبطل شهادته في الناس.
فقال هلال : والله إني لأرجو أن يجعل الله لي منها مخرجا ، فو الله إن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم يريد أن يضربه ، فأنزل الله عليه الوحي ، فأمسكوا عنه ، حتى فرغ من الوحي ، فنزلت: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ) الآية. وأخرج أبو يعلى مثل هذه الرواية من حديث أنس.
وفي رواية : لما نزلت الآية المتقدمة في الذين يرمون المحصنات ، وتناول ظاهرها الأزواج وغيرهم قال سعد : يا رسول الله ، إن وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة! والله لأضربنّه بالسيف غير مصفح عنه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه ، والله أغير مني»؟!
وأخرج الشيخان وغيرهما عن سهل بن سعد قال : جاء عويمر إلى عاصم بن عدي ، فقال : اسأل لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أرأيت رجلا وجد مع امرأته رجلا ، فقتله ، أيقتل به ، أم كيف يصنع به؟
فسأله عاصم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فعاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم السائل ، فلقيه عويمر (١) ، فقال : ما صنعت؟ قال : ما صنعت؟ إنك لم تأتني بخبر ، سألت
__________________
(١) هو عويمر بن زيد بن الجدّ بن العجلاني.