خصال المؤمنين
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٥) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (٧) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٨) وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ (٩) أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ (١٠) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١١))
الإعراب :
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) انتظمت الجملة أقسام الكلم الثلاثة التي هي الاسم والفعل والحرف ، فإن (قَدْ) حرف ، و (أَفْلَحَ) فعل ، و (الْمُؤْمِنُونَ) اسم.
(وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) جملة معطوفة على ما قبلها ، أي يؤدون الزكاة. وقيل: أي الذين لأجل الطهارة وتزكية النفس عاملون الخير ، كقوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) وتفسير القرآن بعضه ببعض أولى ، لكن الظاهر الأول لأن الغالب في القرآن اقتران الزكاة بالصلاة.
(وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ ..) إنما جمع (أمانات) جمع (أمانة) مع أنها مصدر ، والمصادر لا تجمع ؛ لأنها تدل على الجنس ؛ لأنها مختلفة الأنواع ، وحينئذ يجوز تثنيتها وجمعها ، والأمانة هنا مختلفة ، لاشتمالها على سائر العبادات وغيرها من المأمورات.
البلاغة :
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ قَدْ) : لإفادة التحقيق ، والإخبار بصيغة الماضي لإفادة الثبوت والتحقق.