آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٣١))
الإعراب :
(يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ يَغُضُّوا) مجزوم بجواب قل ، و (مِنْ) هنا لبيان الجنس. وقال الزمخشري : للتبعيض. وزعم الأخفش أنها زائدة ، أي قل للمؤمنين يغضوا أبصارهم ، والأكثرون على خلافه ؛ لأن من لا تزاد في حال الإيجاب ، وإنما تزاد حال النفي.
(غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ غَيْرِ) بالجر : صفة ل (التَّابِعِينَ) أو بدل منهم ؛ لأنه ليس بمعرفة صحيحة ؛ لأنه ليس بمعهود. وقرئ بالنصب غير على الحال أو الاستثناء. قال مكي رحمهالله تعالى : ليس في كتاب الله تعالى آية أكثر ضمائر من هذه ، جمعت خمسة وعشرين ضميرا للمؤمنات من مخفوض ومرفوع.
البلاغة :
(يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) فيه إيجاز بالحذف ، أي عما حرّم الله ، لا عن كل شيء.
(وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَ) مجاز مرسل ، والمراد مواقع الزينة ، من إطلاق الحال وإرادة المحل ، مبالغة في الأمر بالتستر والتصون.
المفردات اللغوية :
(يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) أي يكفّوا البصر عما لا يحل لهم النظر إليه. (وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) عما لا يحل لهم فعله بها. وسبب التفرقة بين غض البصر بذكر (مِنْ) وبين حفظ الفروج دون ذكر من : أن غض البصر فيه توسع ؛ إذ يجوز النظر إلى المحارم فيما عدا ما بين السرة والركبة ، وإلى وجه المرأة الأجنبية وكفيها ، وقدميها في إحدى الروايتين ، وأما أمر الفروج فمضيق ، كما ذكر