قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (٥٤))
الإعراب :
(وَيَتَّقْهِ) بكسر القاف على الأصل ، وقرئ بسكونها على التخفيف ، مثل كتف وكتف.
(طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ طاعَةٌ) خبر مبتدأ محذوف ، تقديره : أمرنا طاعة ، أو مبتدأ محذوف الخبر ، أي طاعة معروفة أمثل من غيرها.
البلاغة :
(جهد إيمانهم) استعارة : شبه الإيمان البالغ فيها والمؤكدة بمن يجهد نفسه في أمر شاقّ لا يستطيعه.
(عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ) مشاكلة ، أي عليه التبليغ ، وعليكم إثم التكذيب.
المفردات اللغوية :
(إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ) أي دعوا إلى حكم الله تعالى والرسول صلىاللهعليهوسلم (أَنْ يَقُولُوا : سَمِعْنا وَأَطَعْنا) أي القول اللائق بهم أن يعلنوا الإطاعة بالإجابة (الْمُفْلِحُونَ) الناجون (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ) فيما يأمرانه ، أو في الفرائض والسنن (وَيَخْشَ اللهَ) أي يخف الله على ما صدر عنه من الذنوب في الماضي. (وَيَتَّقْهِ) بأن يطيعه فيما بقي من عمره (الْفائِزُونَ) بالنعيم المقيم في جنان الله.
(جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) قدر طاقتهم وأقصى غاية الأيمان (لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ) بالجهاد أو الخروج عن ديارهم وأموالهم (لَيَخْرُجُنَ) جواب أقسموا ، على الحكاية أي قائلين : لنخرجن (قُلْ : لا تُقْسِمُوا) على الكذب (طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ) أي المطلوب منكم طاعة معروفة ، لا اليمين والطاعة النفاقية المنكرة (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) فلا يخفى عليه سرائركم (قُلْ : أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) أمر بتبليغ ما خاطبهم الله به ، على الحكاية ، مبالغة في تبكيتهم (تَوَلَّوْا) أى تتولوا وتعرضوا (فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ) أي على محمد صلىاللهعليهوسلم ما حمّل من مهمه التبليغ ، وعليكم ما حملتم من الامتثال والطاعة ووزر التكذيب (وَإِنْ تُطِيعُوهُ) في حكمه (تَهْتَدُوا) إلى الحق (الْبَلاغُ الْمُبِينُ) التبليغ الموضح لما كلفتم به.