التفسير والبيان :
هذه صفات المسارعين في الخيرات :
١ ـ (إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ) أي إن الذين هم من خوفهم من عذاب ربهم دائمون في طاعته ، فالمراد من الإشفاق أثره وهو الدوام في الطاعة. أو أن المراد خائفون من الله ، ويكون الجمع بين الخشية والإشفاق للتأكيد.
٢ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) أي والذين هم بآيات الله الكونية والقرآنية المنزلة يصدقون تصديقا تاما لا شك فيه. والآيات الكونية : هي آيات الله المخلوقة الدالة على وجوده بالنظر والفكر ، كإبداع السموات والأرض وخلق النفس الإنسانية. والآيات المنزلة في القرآن ، مثل الإخبار عن مريم : (وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ) [التحريم ٦٦ / ١٢] ، أي أيقنت أن ما كان إنما هو عن قدر الله وقضائه ، ومثل ما شرعه الله ، فهو إن كان أمرا فهو مما يحبه ويرضاه ، وإن كان نهيا فهو مما يكرهه ويأباه ، وإن كان خيرا فهو حق.
٣ ـ (وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ) أي لا يعبدون معه غيره ، بل يوحدونه ويعلمون أنه لا إله إلا الله ، الأحد الفرد الصمد ، الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، وأنه لا نظير له ولا كفؤ له.
ويلاحظ أن الصفة الثانية : (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ) هي الإيمان بالتوحيد ونفي الشريك لله تعالى ، وهو توحيد الربوبية ، والصفة الثالثة هي توحيد الألوهية والعبادة ونفي الشرك الخفي ، وهو أن يكون مخلصا في العبادة ، بأن تكون لوجه الله تعالى وطلب رضوانه.
ولم يقتصر على الصفة الثانية ؛ لأن كثيرا من المشركين يعترفون بتوحيد