(وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً) مجاز مرسل ، أطلق الرزق الذي هو مسبب وأراد المطر الذي هو سبب في الأرزاق.
(يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ الرُّوحَ) كناية عن الوحي ، لأنه كالروح للجسد.
المفردات اللغوية :
(يُنادَوْنَ) يوم القيامة من قبل الملائكة ، فيقال لهم : (لَمَقْتُ اللهِ) إياكم ، وهو أشد البغض. (أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ) الأمارة بالسوء. (إِذْ تُدْعَوْنَ) أي إن مقت الله حين دعيتم إلى الإيمان به في الدنيا ، فكفرتم. (أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ) إماتتين ، بأن خلقتنا أمواتا أولا ، ثم صيرتنا أمواتا عند انقضاء آجالنا ، فإن الإماتة : جعل الشيء عادم الحياة ، إما ابتداء ، أو انتقالا من الحياة إلى الموت. (وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) الإحياءة الأولى وإحياءة البعث. (فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا) بالشرك والكفر بالبعث. (فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ) نوع من الخروج من النار لنطيع ربنا. (مِنْ سَبِيلٍ) طريق ، فنسلكه. جوابهم : لا.
(ذلِكُمْ) أي العذاب الذي أنتم فيه. (بِأَنَّهُ) بسبب أنه. (إِذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ) عبد الله وحده دون غيره. (كَفَرْتُمْ) بالتوحيد. (وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ) يجعل له شريك في العبادة. (تُؤْمِنُوا) تصدقوا بالإشراك. (فَالْحُكْمُ لِلَّهِ) فالقضاء لله في تعذيبكم بالعذاب السرمدي. (الْعَلِيِ) عن أن يشرك به أحد من خلقه ويسوّى به. (الْكَبِيرِ) العظيم الكبير على من أشرك به بعض مخلوقاته في العبادة.
(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ) دلائل قدرته وتوحيده (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً) أسباب الرزق وهو المطر. (وَما يَتَذَكَّرُ) يتعظ بالآيات المستقرة في الفطر والعقول. (إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) يرجع عن الشرك.
(فَادْعُوا اللهَ) اعبدوه. (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) من الشرك. (وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) إخلاصكم له وشق عليهم. (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ) أي الله عظيم الصفات ، المنزه عن مشابهة المخلوقات. (ذُو الْعَرْشِ) خالقه ومالكه. (يُلْقِي الرُّوحَ) الوحي سمي روحا ، لأنه كالروح للجسد. (مِنْ أَمْرِهِ) من قوله ، وهذه أخبار ثلاثة بعد قوله : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ). (لِيُنْذِرَ) يخوف النبي الملقى عليه الوحي الناس. (يَوْمَ التَّلاقِ) يوم اجتماع وتلاقي الخلائق للحساب أمام الله ، فإنه يوم يلتقي فيه أهل السماء والأرض والعابد والمعبود والظالم والمظلوم والأعمال والعمال.
(بارِزُونَ) ظاهرون لا يسترهم شيء ، أو خارجون من قبورهم. (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) حكاية لسؤال وما يجاب به ، يسأله تعالى ويجيب نفسه ، فهو القهار لخلقه.