قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير المنير [ ج ٢٦ ]

175/323
*

والمرض المزمن ، أو الطارئ أياما حتى يبرأ إثم وذنب في التخلف عن الجهاد ، لعدم استطاعتهم. وقدم الأعمى على الأعرج ، لأن عذره دائم مستمر.

قال مقاتل : هم أهل الزمانة الذين تخلفوا عن الحديبية ، وقد عذرهم.

ثم رغّب سبحانه وتعالى في الجهاد وطاعة الله تعالى ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال :

(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ ، يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ، وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً) أي يطع الله تعالى ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بإخلاص ، فيجاهد مع المؤمنين لإعلاء كلمة الله تعالى والدفاع عن دينه ، يدخله الله في الآخرة جنات تجري من تحت قصورها الأنهار تتدفق عذوبة وتتلألأ بياضا ، ومن يعرض عن الطاعة ، ويعص الله تعالى ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فيتخلف عن القتال ، يعذبه الله عذابا شديد الألم ، في الدنيا بالمذلة ، وفي الآخرة بالنار.

وبالرغم من أن طاعة كل واحد من الله والرسول طاعة الآخر ، فإنه جمع بينهما بيانا لطاعة الله غير المرئي وغير المسموع كلامه ، فقال : طاعته عزوجل في طاعة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكلامه سبحانه يسمع من رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

فقه الحياة أو الأحكام :

يفهم من الآيات الإخبار عن أحوال ثلاث للمتخلفين :

الحال الأولى ـ اعتذارهم بالأموال والأهل : وهذا يدل على الأمور التالية :

١ ـ إن اعتذار جماعة من الأعراب كانوا حول المدينة كان بعذر سطحي واه هو الانشغال بالأموال والأهل ، أي ليس لهم من يقوم بهم ، بعد أن استنفرهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليخرجوا معه حذرا من قريش ، وأحرم بعمرة وساق معه الهدي (شاة ونحوها) ليعلم الناس أنه لا يريد حربا ، فتثاقلوا عنه واعتلوا بالشغل ، فنزلت الآية في شأنهم ، وسموا بالمخلّفين أي المتروكين.