قائمة الکتاب
أحوال المتخلفين عن الحديبية
١٦٥
إعدادات
التفسير المنير [ ج ٢٦ ]
التفسير المنير [ ج ٢٦ ]
تحمیل
والمرض المزمن ، أو الطارئ أياما حتى يبرأ إثم وذنب في التخلف عن الجهاد ، لعدم استطاعتهم. وقدم الأعمى على الأعرج ، لأن عذره دائم مستمر.
قال مقاتل : هم أهل الزمانة الذين تخلفوا عن الحديبية ، وقد عذرهم.
ثم رغّب سبحانه وتعالى في الجهاد وطاعة الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوسلم ، فقال :
(وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ ، يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ، وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً) أي يطع الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوسلم بإخلاص ، فيجاهد مع المؤمنين لإعلاء كلمة الله تعالى والدفاع عن دينه ، يدخله الله في الآخرة جنات تجري من تحت قصورها الأنهار تتدفق عذوبة وتتلألأ بياضا ، ومن يعرض عن الطاعة ، ويعص الله تعالى ورسوله صلىاللهعليهوسلم ، فيتخلف عن القتال ، يعذبه الله عذابا شديد الألم ، في الدنيا بالمذلة ، وفي الآخرة بالنار.
وبالرغم من أن طاعة كل واحد من الله والرسول طاعة الآخر ، فإنه جمع بينهما بيانا لطاعة الله غير المرئي وغير المسموع كلامه ، فقال : طاعته عزوجل في طاعة رسوله صلىاللهعليهوسلم ، وكلامه سبحانه يسمع من رسوله صلىاللهعليهوسلم.
فقه الحياة أو الأحكام :
يفهم من الآيات الإخبار عن أحوال ثلاث للمتخلفين :
الحال الأولى ـ اعتذارهم بالأموال والأهل : وهذا يدل على الأمور التالية :
١ ـ إن اعتذار جماعة من الأعراب كانوا حول المدينة كان بعذر سطحي واه هو الانشغال بالأموال والأهل ، أي ليس لهم من يقوم بهم ، بعد أن استنفرهم النبي صلىاللهعليهوسلم ليخرجوا معه حذرا من قريش ، وأحرم بعمرة وساق معه الهدي (شاة ونحوها) ليعلم الناس أنه لا يريد حربا ، فتثاقلوا عنه واعتلوا بالشغل ، فنزلت الآية في شأنهم ، وسموا بالمخلّفين أي المتروكين.