النبي ، حيث قالوا : جئناك بالأثقال والعيال ، ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان وبنو فلان. فرد الله تعالى عليهم قائلا :
(قُلْ : لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ ، بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أي قل أيها الرسول : لا تعدوا أيها الأعراب إسلامكم منّة علي ، فإن نفع ذلك إنما يعود عليكم ، ولله المنة عليكم فيه ، فهو سبحانه الذي يمن عليكم ، إذ أرشدكم إلى الإيمان وأراكم طريقه ، ووفقكم لقبول الدين ، إن كنتم صادقين فيما تدعونه. وفي هذا إيماء إلى أنهم كاذبون في ادعائهم الإيمان.
وذلك كما قال النبي صلىاللهعليهوسلم للأنصار يوم حنين : «يا معشر الأنصار ، ألم أجدكم ضلّالا ، فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألّفكم الله بي؟ وكنتم عالة فأغناكم الله بي؟ قالوا : بلى ، الله ورسوله أمنّ وأفضل».
ثم أكد الله تعالى علمه بكل شيء ، فقال :
(إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، وَاللهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) أي إن الله عليم بما ظهر وما غاب في جميع أنحاء السموات والأرض ، ومن جملة ذلك : ما يسّره كل إنسان في نفسه ، والله مطّلع على كل شيء من أعمالكم ، فهو مجازيكم بالخير خيرا ، وبالشر شرا. والآية تكرار وتأكيد الإخبار بعلم الله بجميع الكائنات ، وبصره بأعمال المخلوقات ، ليترسخ ذلك في الأذهان ، ويستقر في أعماق القلوب ، ويتمثل دائما في النفوس.
فقه الحياة أو الأحكام :
أرشدت الآيات إلى ما يأتي :
١ ـ موضوع الآيات توبيخ من في إيمانه ضعف بعد الآيات السابقة التي فيها حث عموم الناس على تقوى الله تعالى.