فلا يكفي الإسلام الظاهري ، وإنما لا بد من الإيمان والإذعان القلبي ، ولا يكفي الإسلام اللغوي ، وهو الخضوع والانقياد خوفا من القتل ، ودخولا في زمرة أهل الإيمان والسلم.
٢ ـ إن أخلص الناس الإيمان لله تعالى وفّر لهم ثوابا عظيما لأعمالهم ، ولم ينقصهم شيئا من أجورهم.
٣ ـ لا حرج على من تأخر إيمانه ، فالله سبحانه غفار لذنوب عباده كلها بمشيئته ، رحيم بهم فلا يعذبهم بعد التوبة.
٤ ـ إن عناصر الإيمان الجوهرية في الآية : هي الإيمان بالله وحده لا شريك له ، والإيمان بأن محمدا رسول الله وخاتم الأنبياء والرسل ، وعدم الارتياب في شيء ، بل لا بد من عقيدة ثابتة ويقين كامل لا يتزعزع أبدا ، والجهاد في سبيل الله بالأموال والأنفس محكّ الإيمان ودليله ، والمؤمنون هم الذين صدّقوا ولم يشكّوا وحققوا ذلك بالجهاد والأعمال الصالحة ، وهم الذين صدقوا في إيمانهم ، لا من أسلم خوف القتل ورجاء الكسب.
ويجب أن يكون الجهاد من أجل نصرة دين الله والدعوة إلى سبيله ، أو لاسترداد الحقوق المغتصبة والبلاد المحتلة ، لذا قال النبي صلىاللهعليهوسلم في الحديث المتفق عليه عن أبي موسى الأشعري : «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» وقال تعالى في الدفاع عن البلاد : (وَقِيلَ لَهُمْ : تَعالَوْا قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَوِ ادْفَعُوا) [آل عمران ٣ / ١٦٧].
٥ ـ لا حاجة لإعلام الله تعالى بأن الإنسان مؤمن ، فهو سبحانه يعلم بالدين الذي يكون الناس عليه ، ويعلم كل شيء في الكون ، والآية تجهيل لهم في قوله : (أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ؟).
٦ ـ إن نفع الإيمان يعود للمؤمن نفسه ، فلا يصح لأحد أن يمتن بإسلامه على