أخيه من الإسلام ، وكان يقول : من دخل منكم في الإسلام ، لم أنفعه بخير ما عشت.
وهو متعد على الناس بالفحش والأذى والبطش ، متجاوز الحد في الإنفاق من ماله ، ظالم لنفسه لا يقر بتوحيد الله ، شاكّ في الحق وفي أمره وفي دين الله ، ومشكك غيره.
لكل هذا أكد الله تعالى إلقاءه في جهنم فقال للملكين ، أو لمالك خازن النار جريا على عادة الكلام في مخاطبة الواحد بخطاب الاثنين : فألقياه في النار ذات العذاب الشديد.
جاء في الحديث : أن عنقا من النار يبرز للخلائق ، فينادي بصوت يسمع الخلائق : إني وكّلت بثلاثة : بكل جبّار عنيد ، ومن جعل مع الله إلها آخر ، وبالمصوّرين ، ثم تنطوي عليهم.
وأخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضياللهعنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «يخرج عنق من النار ، يتكلم يقول : وكّلت اليوم بثلاثة : بكل جبار عنيد ، ومن جعل مع الله إلها آخر ، ومن قتل نفسا بغير نفس ، فتنطوي عليهم ، فتقذفهم في غمرات جهنم».
ثم ذكر الله تعالى صورة من الحوار بين الكافر والشيطان قرينه ، فقال :
(قالَ قَرِينُهُ : رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ ، وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) أي يقول الشيطان عن قرينه الذي وافى القيامة كافرا ، متبرئا منه : يا ربنا ما أضللته أو أوقعته في الطغيان ، بل كان هو في نفسه ضالا ، مؤثرا الباطل ، معاندا للحق بعيدا عنه ، فدعوته فاستجاب لي ، ولو كان من عبادك المخلصين لم أقدر عليه ، أي وكأن الكافر يريد الاعتذار قائلا : يا ربّ إن قريني الشيطان أطغاني ، فأجاب القرين الذي قيض له وهو الشيطان : (رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ).