(يَوْمَ يَسْمَعُونَ) يسمع الخلق كلهم. (الصَّيْحَةَ بِالْحَقِ) صيحة البعث وهي النفخة الثانية من إسرافيل بالبعث والحشر للجزاء. (ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) أي ذلك يوم النداء والسماع هو يوم الخروج من القبور. (الْمَصِيرُ) المرجع والمآب للجزاء في الآخرة.
(تَشَقَّقُ) تتشقق ، وقرئ بتشديد الشين ، أي تشقّقّ. (سِراعاً) مسرعين ، جمع سريع. (ذلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنا يَسِيرٌ) أي ذلك بعث وجمع هيّن علينا ، وتقديم الظرف : (عَلَيْنا) للاختصاص ، لأن الإحياء بعد الإفناء ، والجمع للعرض والحساب لا يتيسر إلا على العالم القادر لذاته ، الذي لا يشغله شأن عن شأن ، كما قال سبحانه : (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) [لقمان ٣١ / ٢٨].
(نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَقُولُونَ) أي كفار قريش ، وهو تسلية لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وتهديد لهم. (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ) بمسلط عليهم تقسرهم أو تجبرهم على الإيمان ، أو تفعل بهم ما تريد ، وإنما أنت داع. (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ) أي يخاف وعيدي ، وهم المؤمنون ، فإنه لا ينتفع بالقرآن غيرهم.
سبب النزول :
نزول الآية (٣٨):
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ ..) : أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس : أن اليهود أتت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فسألته عن خلق السموات والأرض ، فقال : خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين ، وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع ، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران والخراب ، وخلق يوم الخميس السماء ، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر إلى ثلاث ساعات بقين منه ، فخلق أول ساعة الآجال حتى يموت من مات ، وفي الثانية ألقى الآفة عن كل شيء مما ينتفع به الناس ، وفي الثالثة خلق آدم وأسكنه الجنة ، وأمر إبليس بالسجود له ، وأخرجه منها في آخر ساعة.
قالت اليهود : ثم ما ذا يا محمد؟ قال : ثم استوى على العرش ، قالوا : قد أصبت لو أتممت ، قالوا : استراح ، فغضب النبي صلىاللهعليهوسلم غضبا شديدا ، فنزل :