التفسير والبيان :
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ، وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى؟ بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أي أو لم يتفكر ويعلم هؤلاء المنكرون للبعث يوم القيامة ، المستبعدون لإعادة الحياة في الأجسام مرة أخرى ، أن الذي خلق الكون من السموات والأرض في ابتداء الأمر ، ولم يعجز عن ذلك ولم يضعف عن خلقهن ، بل قال لها : كوني فكانت ، بقادر على أن يحيي الموتى من قبورهم مرة أخرى ، كما قال تعالى في آية أخرى : (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ ، وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [غافر ٤٠ / ٥٧].
وبما أن الجواب معروف بداهة ، أجاب الله تعالى عن ذلك بقوله : بلى أي بل هو قادر على ذلك كله ، إنه سبحانه قادر على أي شيء أراد خلقه ، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
وبعد إثبات البعث ذكر تعالى بعض أحوال الكفار يوم القيامة ، فقال :
(وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ ، أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ؟ قالُوا : بَلى وَرَبِّنا) أي واذكر أيها الرسول لقومك يوم يعذب الكافرون بالله في النار ، ويقال لهم توبيخا وتأنيبا : أليس هذا العذاب الذي تعذبونه حقا وعدلا وواقعا لا شك فيه؟ فيقولون معترفين حيث لا ينفعهم الاعتراف : بلى والله ربنا إنه لحق ، أي إنه لا يسعهم إلا الاعتراف.
(قالَ : فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) أي قال الله على سبيل الإهانة والتوبيخ : ذوقوا عذاب النار بسبب كفركم به في الدنيا وإنكاركم له.
وبعد تقرير التوحيد والنبوة والبعث والجواب عن شبهات المشركين ، أمر الله تعالى رسوله صلىاللهعليهوسلم بالصبر على تكذيب قومه قائلا :