همزة الاستفهام في الأمر ، لأن كلّا من الاستفهام والأمر يدل على الطلب ، و (أَرُونِي) توكيد لأرأيتم.
(ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا) أمر يراد به التعجيز.
(يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ) بينهما جناس اشتقاق.
(وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ) استفهام على سبيل الإنكار ، أي لا أحد أبعد عن الحق وأقرب إلى الجهل ممن يدعو الأصنام من دون الله ، فيتخذها آلهة ويعبدها ، وهي إذا دعيت لا تسمع.
المفردات اللغوية :
(حم) هذه الحروف المقطعة للدلالة على إعجاز القرآن وتحدي العرب في أنه منظوم من حروفهم الهجائية ، وللتنبيه على خطورة ما يتلى في السورة (الْكِتابِ) القرآن الكامل في كل شيء ، وإنما كرر مع بداية السورة السابقة لتأكيد مدلول الكتابة (الْعَزِيزِ) القوي القاهر في ملكه (الْحَكِيمِ) في تدبيره وصنعه ، يضع كل أمر في موضعه (إِلَّا بِالْحَقِ) أي إلا خلقا ملازما للحق : وهو ما تقتضيه الحكمة والعدل ، للدلالة على قدرة الله ووحدانيته ، وفيه دلالة على وجود الصانع الحكيم والبعث للجزاء والحساب (وَأَجَلٍ مُسَمًّى) أي بتقدير أجل مسمى ينتهي إليه الكل ، وهو يوم القيامة (أُنْذِرُوا) خوّفوا به من العذاب (مُعْرِضُونَ) مدبرون ، لا يتفكرون فيه ولا يستعدون له.
(أَرَأَيْتُمْ) أخبروني عن حال آلهتكم بعد تأمل فيها (ما تَدْعُونَ) تعبدون (مِنْ دُونِ اللهِ) الأصنام (أَرُونِي) أخبروني ، وهو تأكيد لما سبق من طلب الإخبار (أَمْ) همزة الإنكار (شِرْكٌ) نصيب ومشاركة (فِي السَّماواتِ) مشاركة مع الله في خلق السموات (ائْتُونِي بِكِتابٍ) منزّل (مِنْ قَبْلِ هذا) أي القرآن (أَوْ أَثارَةٍ) بقية (مِنْ عِلْمٍ) يؤثر ويروى عن الأولين بصحة دعواكم في عبادة الأصنام أنها تقرّبكم إلى الله (صادِقِينَ) في دعواكم.
(وَمَنْ أَضَلُ) استفهام بمعنى النفي ، أي لا أحد (يَدْعُوا) يعبد (مِنْ دُونِ اللهِ) غيره ، وهم الأصنام ، لا يجيبون عابديهم إلى شيء يسألونه أبدا (وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ) عبادتهم (غافِلُونَ) لأنهم جماد لا يعقلون أو عباد مشتغلون بأحوالهم.
(حُشِرَ النَّاسُ) جمعوا يوم القيامة (كانُوا) أي الأصنام (لَهُمْ) لعابديهم (بِعِبادَتِهِمْ) بعبادة عابديهم (كافِرِينَ) جاحدين.