أهل الصّفّة : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) ثم بكوا حتى جرت دموعهم على خدودهم ، فلما سمع النبي صلىاللهعليهوسلم بكاءهم ، بكى معهم ، فبكينا لبكائه ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «لا يلج النار من بكى من خشية الله ، ولا يدخل الجنة مصرّ على معصية الله ، ولو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون فيغفر لهم ويرحمهم ، إنه هو الغفور الرحيم».
وقال أبو حازم : نزل جبريل على النبي صلىاللهعليهوسلم ، وعنده رجل يبكي ، فقال له : من هذا؟ قال : هذا فلان ، فقال جبريل : إنا نزن أعمال بني آدم كلها إلا البكاء ، فإن الله تعالى ليطفئ بالدمعة الواحدة بحورا من جهنم.
٥ ـ أمر الله بالسجود له والخضوع لجلاله وعظمته شكرا على الهداية ، وبالاشتغال بالعبادة. قال ابن مسعود ، وبه أخذ أبو حنيفة والشافعي : المراد بقوله : (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) سجود تلاوة القرآن. وقد تقدم أول السورة وفي تفسيرها من حديث ابن عباس أن النبي صلىاللهعليهوسلم سجد فيها وسجد معه المشركون. وقال ابن عمر : المراد سجود الفرض في الصلاة ، أي إنه كان لا يراها من عزائم السجود ، وبه قال مالك ، قال القرطبي : والأول أصح.