الإعراب :
(ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ) أصله «مزتجر» بوزن مفتعل من الزجر ، وإنما أبدلت التاء دالا ، لأن التاء مهموسة والزاي مجهورة ، فأبدلوا من التاء دالا ، لتوافق الزاي في الجهر. وهو اسم مصدر أو اسم مكان. و (ما) اسم موصول أو نكرة موصوفة. والجار والمجرور : (مِنَ الْأَنْباءِ) متعلق بمحذوف حال مقدم من (ما). (حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ) : (حِكْمَةٌ) : إما بدل مرفوع من (ما) في قوله تعالى : (ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ) و (ما) : مرفوعة فاعل : «جاء» ، أو خبر مبتدأ محذوف تقديره : هي حكمة بالغة. و (فَما) في قوله : (فَما تُغْنِ النُّذُرُ) : إما استفهامية استفهام إنكاري ، في موضع نصب ب (تُغْنِ) أي ، أيّ شيء تغني النذر ، أو نافية على تقدير حذف مفعول (تُغْنِ) وتقديره : فما تغني النذر سيئا. وحذفت ياء «تغني» وواو «يدعو» اتباعا لخط المصحف ، لأنه كتب على لفظ الوصل ، لا على لفظ الوقف. (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ) ناصب يوم : يخرجون الآتي بعده.
(خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ خُشَّعاً) : حال منصوب من ضمير (عَنْهُمْ) في قوله تعالى : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ) وكذلك قوله تعالى : (مُهْطِعِينَ) حال منصوب من ضمير (عَنْهُمْ).
البلاغة :
(يَدْعُ الدَّاعِ) بينهما جناس الاشتقاق.
المفردات اللغوية :
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) قربت القيامة ودنت. (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) روى الشيخان أن الكفار سألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم آية ، فانشق القمر ، أي انفلق فلقتين على أبي قبيس وقعيقعان. (وَإِنْ يَرَوْا) أي كفار قريش. (آيَةً) معجزة له صلىاللهعليهوسلم دالة على نبوته. (وَيَقُولُوا : سِحْرٌ) أي هذا سحر. (مُسْتَمِرٌّ) محكم قوي ، من المرّة وهي القوة ، أو دائم مطرد. (وَكَذَّبُوا) النّبي صلىاللهعليهوسلم. (وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) ما زيّن لهم الشيطان من الوساوس ورد الحق بعد ظهوره. (وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) أي وكل أمر من الخير والشر منته إلى غاية من خذلان أو نصر في الدنيا ، وشقاوة أو سعادة في الآخرة ، وبعبارة أخرى : كل أمر لا بدّ أن يصير إلى غاية يستقر عليها ، وقرئ بفتح القاف. (مُسْتَقِرٌّ) أي ذو استقرار ، أو له زمان استقرار أو موضع استقرار ، فهو إما مصدر أو ظرف زمان أو مكان.
(الْأَنْباءِ) أخبار الأمم الماضية وما أصابهم من عذاب أو إهلاك لتكذيبهم الرسل. (مُزْدَجَرٌ) ما يزجرهم ويكفيهم ، يقال : زجرته وازدجرته : نهيته بغلظة ، أو كففته فانكف.