٣ ـ الله سبحانه ربّ المشرق والمغرب ، وربّ المشرقين والمغربين في الصيف والشتاء ، وربّ المشارق والمغارب ، أي مطالع الشمس ومغاربها في كل يوم.
٤ ـ أرسل الله في البحار والمحيطات الكبرى البحرين : الملح والعذب ، وجعل بينهما حاجزا لا يختلط أحدهما بالآخر ، وتلك آية كبري على قدرة الله وعظمته.
٥ ـ أخرج الله للناس ومنافعهم من البحار المالحة اللؤلؤ والمرجان ، كما أخرج من التراب الحبّ والعصف والريحان. وإنما قال : (مِنْهُمَا) وإنما يخرج ذلك من الملح لا العذب ، لأن العرب تجمع الجنسين ، ثم تخبر عن أحدهما ، كقوله تعالى : (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ) [الأنعام ٦ / ١٣٠] ، وإنما الرسل من الإنس دون الجن ، كما قال الكلبي وغيره. وقال الزجاج : قد ذكرهما الله ، فإذا خرج من أحدهما شيء ، فقد خرج منهما ، وهو كقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ، وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً) [نوح ٧١ / ١٥ ـ ١٦] والقمر في سماء الدنيا ، ولكن أجمل ذكر السبع ، فكأن ما في إحداهنّ فيهنّ.
وقال أبو علي الفارسي كما تقدم : هذا من باب حذف المضاف ، أي من أحدهما ، كقوله تعالى : (عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) [الزخرف ٤٣ / ٣١] ، أي من إحدى القريتين.
٦ ـ لا يملك الفلك في البحر في الحقيقة أحد سوى الله ، إذ لا تصرف لأحد فيها ، لذا امتن الله تعالى على الناس في تسيير السفن في البحار ، وأموال وأرواح ركابها في قبضة قدرة الله تعالى فوق الماء ، كما هو الحال في إقلاع الطائرات في أعالي الفضاء فوق الهواء.
والسفن في البحر كالجبال في البر ، والطائرات في الجو كالطيور والشهب ،