فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ وقوع القيامة أمر حتمي وحق ثابت لا ريب فيه ، لا يستطيع أحد تكذيبه عند حدوثه كما كان يحصل في الدنيا ، ولا يملك أحد أن يرده أو يدفعه.
٢ ـ القيامة ترفع أقواما وهم أولياء الله إلى الجنة ، وتخفض آخرين وهم أعداء الله إلى النار ، لأن الوقائع الجسام تؤدي إلى التغيير الاجتماعي في تركيب المجتمع ، فيعزّ قوم ، ويذل آخرون.
٣ ـ إذا وقعت الساعة ، زلزلت الأرض وحركت واضطربت ، ودمرت من عليها وما فوقها من المباني والقصور والجبال ، وتفتّتت الجبال ، وأصبحت غبارا منتشرا متفرقا ، وزالت من أماكنها.
٤ ـ يكون الناس يوم القيامة أصنافا ثلاثة : أصحاب اليمين ، وأصحاب الشمال ، والسابقون ، والأولون أصحاب الميمنة : هم الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة ويعطون كتبهم بأيمانهم ، وأصحاب المشأمة : هم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار ويعطون كتبهم بشمائلهم ، والسابقون : الأنبياء والمرسلون والمجاهدون والحكام العدول الذين سبقوا إلى الإيمان والطاعة والجهاد والتوبة والقضاء بالحق ، وهم المقربون بين يدي الله تعالى.
وقسمة الخلق إلى ثلاثة أقسام دليل غلبة الرحمة ، فلم يجعل الله سبحانه قسما رابعا وهم المتخلفون المؤخرون عن أصحاب الشمال ، لشدة الغضب عليهم ، في مقابل المقربين.
وهذه القسمة كقوله تعالى : (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ ، وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ، وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) [فاطر ٣٥ / ٣٢] ولم يقل : منهم متخلف عن الكل.