بعمّه ، وتبعه في رحلاته إلى مصر ، ثم تركه عن تراض ، ونزل إلى سدوم في الأردن.
وكان أولئك المؤمنون هم لوط وأهل بيته إلا امرأته ، قال سعيد بن جبير : كانوا ثلاثة عشر.
ونحو الآية : (قالَ : إِنَّ فِيها لُوطاً ، قالُوا : نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها ، لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) [العنكبوت ٢٩ / ٣٢].
وقد احتج بهذه الآية المعتزلة الذين لا يفرقون بين مسمى الإيمان والإسلام ، لأنه أطلق عليهم المؤمنين والمسلمين. قال ابن كثير : وهذا الاستدلال ضعيف ، لأن هؤلاء كانوا قوما مؤمنين ومسلمين ، وعندنا أن كل مؤمن مسلم ولا ينعكس ، فاتفق الاسمان هاهنا ، لخصوصية الحال ، ولا يلزم ذلك في كل حال.
والدليل على التفرقة بين الإسلام والإيمان الآية السابقة : (قالَتِ الْأَعْرابُ : آمَنَّا ، قُلْ : لَمْ تُؤْمِنُوا ، وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) [الحجرات ٤٩ / ١٤] وحديث الصحيحين عن عمر رضياللهعنه : «أن جبريل سأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : يا محمد ، أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ، قال : صدقت ، فأخبرني عن الإيمان ، قال : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشرّه ، قال : صدقت».
ثم أورد الله تعالى العبرة من قصة قوم لوط ، فقال :
(وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ) أي وأبقينا في تلك القرى علامة ودلالة لكل من يخاف عذاب الله ويخشاه وهم المؤمنون ، وهي آثار العذاب المدمر المؤلم ، فإنها ظاهرة مبيّنة ، جعلناها عبرة بما أنزلنا بهم من العذاب والنكال