وَغَرَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (١٤) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٥))
الإعراب :
(يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ يَوْمَ) : ظرف ، وعامله (ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) أو بدل من (يَوْمَ) الأول.
(ارْجِعُوا وَراءَكُمْ) وراء هنا : اسم ل (ارْجِعُوا) وليس بظرف ل (ارْجِعُوا) قبله ، فلا يكون ظرفا للرجوع لقلة الفائدة فيه ، لأن لفظ الرجوع يغني عنه ، ويقوم مقامه.
(فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ) الباء : زائدة ، وسور : في موضع رفع ، لأنه نائب فاعل.
(مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ مَوْلاكُمْ) : إما مصدر مضاف إلى المفعول ، ومعناه : تليكم وتمسكم ، أو معناه : أولى بكم ، وأنكر بعضهم هذا الوجه ، وقال : إنه لا يعرف المولى بمعنى الأولى.
البلاغة :
(مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ) أسلوب تهكمي ، أي لا ولي لكم ولا ناصر إلا نار جهنم.
(باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ، وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) بينهما ما يسمى بالمقابلة.
(بِسُورٍ لَهُ بابٌ ... وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) سجع مرصع غير متكلف.
المفردات اللغوية :
(انْظُرُونا) انتظرونا أو أبصرونا ، لأنه يسرع بهم إلى الجنة كالبرق الخاطف ، وقرئ: «أنظرونا» ، أي أمهلونا أو انتظرونا. (نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) نستضيء بنوركم ، من الاقتباس : طلب القبس ، أي الجذوة من النار ، والمراد هنا نأخذ القبس والإضاءة. (قِيلَ) لهم ، استهزاء بهم. (ارْجِعُوا وَراءَكُمْ) إلى الدنيا. (فَالْتَمِسُوا نُوراً) أي إلى حيث شئتم ، فاطلبوا نورا آخر ، فإنه لا سبيل لكم إلى هذا ، وهذا تهكم بهم وتخييب من المؤمنين أو من الملائكة. (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ) ضرب بحائط أو حاجز بين المؤمنين والمنافقين ، قيل : هو سور الأعراف. (لَهُ بابٌ) يدخل فيه المؤمنون. (باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ) باطن السور أو الباب من جهة المؤمنين لأنه يلي الجنة. (وَظاهِرُهُ) من جهة المنافقين ، لأنه يلي النار. (مِنْ قِبَلِهِ) من جهته.