عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ) أي والذين هم خائفون وجلون من عذاب الله إذا تركوا الواجبات ، واقترفوا المحظورات ، فإن العذاب واقع حتما ، ولا ينبغي لأحد أن يأمنه ، وعلى كل واحد أن يخافه ، إلا بأمان من الله تعالى.
ونظير الآية : (الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) [الأنفال ٨ / ٢].
وقوله عزوجل : (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا ، وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ) [المؤمنون ٢٣ / ٦٠].
وهذا دليل على أن الخوف من العقاب باعث على الطاعة وزاجر عن المعصية ، وأنه لا ينبغي لأحد أن يأمن عذاب الله ، وإن بالغ في الطاعة.
٦ ـ العفة والبعد عن الفاحشة : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ ، إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ ، فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ، فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) أي والذين يكفون فروجهم عن الحرام ويمنعونها أن توضع في غير ما أذن الله فيه ، وهو الزوجة وملك اليمين الذي هو الإماء ، فلا لوم في الاستمتاع المشروع بهما ، أما من قصد غير ذلك فهم المتجاوزون الحدود ، المعتدون الذين يلحقون الضرر بأنفسهم وبأمتهم.
وهذا دليل على حرمة كل ما عدا الزواج ونحوه من الاستمتاع بالإماء ، حينما كان الرق قائما في العالم.
٧ ـ ٨ : أداء الأمانات والوفاء بالعهود : (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) أي الذين يؤدون الأمانات التي يؤتمنون عليها إلى أهلها ، ويوفّون بالمعاهدات ، ولا ينقضون شيئا من العهود التي يعقدونها على أنفسهم ، فإذا اؤتمنوا لم يخونوا ، وإذا عاهدوا لم يغدروا. وهذه صفات المؤمنين ، وضدها صفات المنافقين ، كما ورد في الحديث الصحيح : «آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ،