أخرج البخاري والنسائي وأبو يعلى الموصلي عن الحارث بن سويد قال : قال عبد الله بن مسعود : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أيكم ماله أحب إليه من مال وارثه؟ قالوا : يا رسول الله : ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه ، قال : اعلموا ما تقولون ، قالوا : ما نعلم إلا ذلك يا رسول الله ، قال : إنما مال أحدكم ما قدّم ، ومال وارثه ما أخّر».
ثم ختم السورة بالأمر بالاستغفار فقال :
(وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ ، إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) أي أكثروا من الاستغفار لذنوبكم وفي أموركم كلها ، فإنكم لا تخلون من ذنوب اقترفتموها ، وإن الله كثير المغفرة لمن استغفره ، كثير الرحمة لمن استرحمه.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على ما يأتي :
١ ـ كل ما جاء في سورة المزمل وفي آياتها عظة للمتعظ ، فمن أراد أن يؤمن ويتخذ إيمانه وطاعته طريقا إلى رضا ربه ورحمته ، فليرغب وليفعل ، فذلك ممكن له ؛ لأنه تعالى أظهر له الحجج والدلائل.
٢ ـ قام النبي صلىاللهعليهوسلم وصحابته بما أمروا به من قيام الليل في أول السورة : (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً ، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً ، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ) ثم نسخت فرضية القيام بهذا المقدار الثقيل بآخر السورة في قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ ..). وكان النسخ بإيجاب الصلوات الخمس.
٣ ـ خفف الله عن الأمة وعاد عليهم بالعفو. وهذا يدل ـ كما قال القرطبي ـ على أنه كان فيهم من ترك بعض ما أمر به. والأولى أن يقال : تاب عليكم من فرض القيام إذ عجزتم. قال أبو نصر القشيري : والمشهور أن نسخ قيام الليل كان