(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) أي عذاب يوم القيامة للمكذبين بما أنذرتهم به الرسل من العذاب في الدنيا ، إن استمروا على الكفر ، وخالفوا أوامر الرسل.
ثم أخبر الله تعالى عن النوع السابع من أنواع تهديد الكفار ، فقال :
(هذا يَوْمُ الْفَصْلِ ، جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ) أي ويقول الخالق لهم : هذا يوم الفصل الذي يفصل فيه بين الخلائق ، ويتميز فيه الحق من الباطل ، جمعناكم بقدرتنا يا معشر كفار قريش وأمثالكم المتأخرين على مرّ الدهور فيه مع الكفار الأولين ، وهم كفار الأمم الماضية في صعيد واحد ، ولجزاء واحد.
(فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ) أي إن قدرتم أيها الكفار بحيلة ما على أن تتخلصوا من العذاب ، فافعلوا ، فإنكم لا تقدرون على ذلك. وهذا نهاية في التقريع والتحقير والتخجيل والتعجيز والتوبيخ وهو من جنس العذاب الروحاني ، لذا قال عقيبه :
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) أي عذاب يوم القيامة لكل من كذب بالبعث ، لأنه ظهر لهم عجزهم وفقد كل أمل لهم بالنجاة من العقاب.
فقه الحياة أو الأحكام :
هذه ثلاثة أنواع أخرى من تخويف الكفار إضافة للأنواع الأربعة المتقدمة :
النوع الخامس ـ بيان كيفية عذابهم في الآخرة : يقال للكفار تبكيتا وتهكما وتقريعا من خزنة جهنم : سيروا إلى ما كذبتم به من العذاب وهو النار ، فقد شاهدتموها عيانا.
وعذاب النار له أوصاف أربعة : يتشعب ظله أو دخانه إلى ثلاث شعب ، كما هو شأن الدخان العظيم إذا ارتفع تشعب ، وليس كالظل الذي يقي حرّ الشمس ، ولا يدفع من لهب جهنم شيئا ، وترمي النار بشرارات ، كل شرارة كالقصر :