النبي صلوات الله عليه وهذا إن دل على شيء ، فانما يدل على مكانته الخاصة لدى النبي ( ص ) .
فقد روي انه قدم الى المدينة ، فلما رآه النبي قال له : « أنت أبو نملة !
فقال : أنا أبو ذر .
قال ( ص ) : نعم ، أبو ذر . ١
وعن الصادق عليه السلام ، قال :
طلب أبو ذر رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقيل إنه في حائط ( بستان ) كذا وكذا .
فتوجه في طلبه ، فوجده نائماً ، فأعظمه أن ينبهه . فأراد أن يستبریء نومه من يقظته ، فتناول عسيباً يابساً ، فكسره ليسمعه صوته . فسمعه رسول الله ( ص ) فرفع رأسه فقال :
يا أبا ذر ، تخدعني . أما علمت أني أرى أعمالكم في منامي ، كما أراكم في يقظتي ! إن عينيَّ تنامان ، ولا ينام قلبي ! ! ٢
وكان رضي الله عنه في صحبته للنبي ( ص ) حريصاً على اقتباس العلوم ، فكان يغتنم الفرصة في ذلك ، ويحدثنا هو عن نفسه ، فيقول :
لقد سألت النبي ( ص ) عن كل شيء ، حتى سألته عن مس الحصى ( في الصلاة ) ، فقال : مسَّه مرة ، أو دع . ٣
وقال : لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وآله وما يحرك طائر جناحيه في السماء ، إلا ذكَّرنا منه علما . ٤
__________________
(١) الاصابة ٤ / ٦٣ والاستيعاب ص ٦٤ .
(٢) معجم رجال الحديث ٤ / ١٧١ .
(٣) الغدير ٨ / ٣١٢ عن مسند أحمد .
(٤) الاستيعاب ٤ / ٦٤ .