كما يناسبه ، ام دون هيئة وانما حقيقة السجود كما (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ) (١٣ : ١٥) (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) (٥٥ : ٦) ولا شك ليس يسجد كل الكائنات كما نسجد بوضع الجباه على الأرض ، ولا سيما في السجود التكويني كرها ان ذواتها خاضعة لارادة الله ، مسيّرة في قبضة الله دونما تمنّع ، لا فحسب ، فحتى الإنسان حيث يؤمر بغاية الخضوع أحيانا دون هيئته الخاصة كما الخضوع للقرآن ـ التامـ: (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ، وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) (٨٤ : ٢١) حيث تفرض السجود عند قرائة القرآن ككلّ ، وهو لا شك غير سجدة التلاوة في آياتها الخاصة ، حيث الموضوع هنا القرآن كلّه ، فلتكن غاية الخضوع استماعا وإنصاتا وتفهما وتصديقا وتطبيقا ، وهي هنا السجدة كما قد تكون السجدة حالة المشيء ، فلا يمكن ان تكون الهيئة الخاصة في الصلاة كما امر بنو إسرائيل حين دخول القدس : (وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً) (٢ : ٥٨) فغاية الخضوع حالة المشيء الدخول ، هي التطامن الى الأرض كما يستطاع ، وهو أركع من الركوع ، وأرفع من السجود!.
فالسجود بكافة صنوفه في هيئات خاصة او دونها ، له معنى واحد : «غاية الخضوع»: طوعا او كرها بأرجائه وأجوائه ، مهما اختلفت شاكلته وحالاته وغاياته ، اللهم إلّا هتكا وهزأ!
إذا فلا تهمنا وتعنينا أن الملائكة كيف سجدوا ويسجدون ، وبعد ما سكت الله عنها ، وانما أنهم خضعوا للغاية وتذللوا للنهاية بما لا يحق إلّا لله ، فسبحان الله عما يصفون!.
(فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ..).
لا شك أن إبليس لم يكن من الملائكة كونا في أصله وهيئته مهما كان